لا شك أن الحدث الذي يغطي الكرة الأرضية يلقننا نحن البشر دروسا" هائلة لا يمكن المرور عليها دون تدبر :
١. فقد أثبتت كورونا هزالة فكر الملحدين الذين أنكروا وجود الله بدعوى أنهم لا يرون اللهَ بينما هم الان يؤمنون بكورونا التي لا يرونها لأنهم يرون آثارها في الضحايا والصحة والمقابر والمستشفيات والاقتصاد والتعليم وغيرها.
٢. وأثبتت كورونا أن الترسانة العسكرية لا تعني أن الدول الكبرى تشكل شيئا" أمام قوة الله فحشرة لا تُرى قهرت عواصم الغطرسة في العالم .
٣. وأثبتت كورونا أن التعليم في العالم كله يحتاج إلى تقنيات تُستخدم حالة الطوارئ ، ولا شك أن بعض الدول حاولت التعامل مع الحدث لكننا رأينا جامعات ومدارس قد انكشف غطاؤها وتبين أن المسؤولين فيها لم يستشرفوا المستقبل ولسان حالهم لو كان لكل جامعة محطة تلفزيونية تخاطب الطلبة كي لا تكون الأجيال أمام تجهيل وضياع .
٤. وبينت لنا كورونا ضرورة التخطيط الاقتصادي بعيد المدى ،فكل الدول تتعرض لهزات وطوارئ ولا يجوز للدول أن تعيش الأحلام الوردية دائما" فلا بد من وجود احتياطي مالي ونقدي ، ولا يجوز لها أن تغرق بلادها بالمديونية كما قالوا لمن أهمل :
الصيفَ ضيعتَ اللبنَ
٥. وبينت كورونا أهمية التقدم في البحث العلمي وإعداد الكوادر والمؤسسات. فكل بلد بحاجة الى الأطباء والصيادلةوالممرضين وأنه بحاجة للمستشفيات بدل السجون . وان التوعية الصحية ليست ترفا" بل واجب من واجبات الأسرة والمدرسة والجامعة والدولة والإعلام والفن . وهنا نذكر المبادئ السامية للاسلام في مجال النظافة( نظافة القلب ، البدن، الثياب، البيوت، الطهارة الدائمة ، ..) .
٦. وبينت كورونا أن النظام الذي يحكم العالم نظام ظالم حيث تركت الدول الغنية والقادرة علميا" حلفاءها بدون عون حتى أبناء جلدتها ودينها ، فقد رأينا الاتحاد الأوروبي يتهاوى بعد إهمال الاتحاد لإيطاليا تغزوها كورونا ثم تنقض على اسبانيا وحطت رحالها اليوم في أمريكا لتتلاعب بمستقبل ترمب وحزبه .
أنها دروس ودروس وسيرى العالم ما لم يكن يتوقعه بعد انكشاف الغمة عن العالم .