لنعترف ان لأزمة الكورونا والحجر فضل علينا
لنعترف أن هذه الأزمة جعلتنا نعيد ترتيب أولوياتنا وأن هذه الأزمة أعطتنا اجمل هدية كان الجميع يحتاجها دون وعي إلى ذلك أهدتنا (الوقت)
الوقت الذي كنا نحتاجه في ظل تسارع وتيرة الحياة وتهافتنا على مسؤلياتنا اليومية التي سلبتنا الوقت.
في هذه الأزمة أصبحنا نقوم بكل أعمالنا بتروي ففي ظل البقاء في البيت تخلصنا من قضاء أكثر من ثلاث ساعات في زحمة الطرقات ومحاولة للوصول إلى مواعيدنا بسرعة نسابق الزمن ونعاني من فرط العصبية والتوتر أثر زحمة الشوارع أو اختناق مروري يجعلنا نتأخر عن أي موعد أو حتى موعد العودة إلى المنزل للقاء أحبائنا أو الراحة.
أصبح الوقت بيدينا لبرهة من الزمن فقد كنا بحاجة دون وعي إلى البقاء بقرب زوجاتنا أو أزواجنا نستمتع بأحاديثنا أو نشاهد مسلسل أو فيلم دون الحاجة إلى النظر إلى الساعة وبعضنا كان بحاجة إلى قضاء الوقت مع أطفاله يضحك يلعب يستمتع بمشاركتهم حتى سفرة الطعام التي من المحتمل أنه لم يشاركها معهم إلا في أيام معدودة
بعضنا كان بحاجة إلى راحة مطلقة واخرون كانوا بحاجة إلى الاستمتاع بهوايتهم فمنا من عاد الكتاب خليله ومنا من عاد إلى الكتابة أو الرسم أو غيرها الكثير ... كل ذلك أصبحنا نفعله بتروي دون أن نكترث إلى الوقت.
حتى أنني سمعت أمي تقول (ما أجمل شعور أن تقوم بعمل الطبخة على مهل) كل شيء أصبح على مهل يا أمي أصبح الوقت ملكنا حتى في ظل هذه الظروف فهذا الشيء إيجابي كنا بحاجته لنقوم بكل شيء بتروي بهدوء مع من نحب.
لنعترف ان رغم خطورة كورونا لم تبخل علينا بهدية ثمينة جداً كالوقت.