التامين الصحي قد يبعد شبح موت فيروس كورونا
م. وائل سامي السماعين
13-04-2020 05:20 PM
تشير التقارير في الولايات المتحدة ان عدد الامريكيين الذين يفقدون حياتهم سنويا لسوء حالتهم الصحية يتجاوز 45,000 شخص لانه ليس لديهم تأمين صحي بسبب الفقر الذي يعانون منه . ففي عام 2006 تشير بعض التقارير ان عدد الأمريكيين من غير المؤمن عليهم بلغ 47 مليون ثم انخفض الى 14 مليون شخص عام 2018 ، وهؤلاء من ضمن الفئات العمرية 16 الى 60 سنة. بالنسبة للعديد من هؤلاء ، فإن الافتقار إلى التأمين الصحي له عواقب وخيمة حيث يواجهون الديون الطبية التي تتراكم عليهم ، وغالبًا ما يموتون قبل الاوان دون الرعاية الصحية الضرورية. معظم هؤلاء الذين يواجهون خطر الموت من فيروس كورونا ، هم من غير المؤمن عليهم صحيا ، وخصوصا كبار السن ،او تلك الفئة التي تعاني من امراض مزمنة ،كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان وغسيل الكلى وغيرهم.
عاش الشاب باريس طيلة حياته في مدينة لانكستر في كاليفورنيا ، حيث اصيب مؤخرا بفيروس كورونا ، فالشاب باريس من طبقة فقيرة ووالده سائق اوبر وليس لديه تأمين صحي ، ولا يوجد لديه تاريخ معروف من الامراض المزمنة , وبالرغم من ذلك ،وعلى اثر اصابته بفيروس كورونا ذهب الشاب الذي يبلغ من العمر 17 عاما الى مستشفى خاص قريب منه ، ولكن كما ُذكر ،ابعدوه لانه لم يكن لديه تأمين صحي، وطلبوا منه الذهاب الى مستشفى عام حكومي , بعد ستة ساعات من وصوله الى المستشفى فارق الحياة . فلو كان باريس يحمل
التامين الصحي ربما لم يفارق الحياة.
في المقابل ،نحن في الاردن وبالرغم من شح الموارد المادية ،وبالرغم من موجات اللاجيئين المتتالية التي ضاعفت عدد السكان , الا ان جلالة الملك عبدالله الثاني وضع نصب عينيه صحة المواطن الاردني اولا، وحث حكومته على العمل على توفير الـتأمين الصحي للمواطنيين الاردنيين من غير المؤمن عليهم ،وخصوصا الفئات العمرية فوق 60 عاما . وبالرغم من ان الكثيرين لا يأبهون الى توفير تامين عند السفر (Travel Insurance) ،الا ان جلالته يرسل الطائرات لجلب رعاياه من الاردنيين عند وقوع حوادث المرور لهم .
وها هي الدولة الاردنية تسخر كل امكانيتها لحماية المواطن الاردني والمقيمين على ارضها لان مقولة الانسان اغلى ما نملك لم تكن مجرد وهم ،بل حقيقة يتم ترجمتها على ارض الواقع يوميا.
لقد حان الوقت ان يغير الاردنيين من عاداتهم السيئة بعد فيروس كورونا ،ومن اهمها الابتعاد عن التدخين ،فكما يشير تقرير اعدته مجموعة من البنك الدولي ،الى ان الاردنيين يصرفون حوالي مليار دينار سنويا على التدخين ،ويستهلكون ,بمعدل 8 بليون سيجارة في السنة ، ناهيك عن العادات الغذائية الغير صحية , وقلة التمارين الرياضية وخصوصا عند الرجال ، لاننا وكما نرى النساء الاردنيات اكثر اهتماما بالعادات الصحية الجيدة وممارسة الرياضة من الرجال.
فلنحمد ونشكر الله ليل نهار على اننا اردنيين , ونكون اكثر تفاؤلا وتعاونا ، لان العبىء لا يقع على الحكومة وحدها ، لبناء اردن جديد معافى ومتطور ، بل يتقاسم هذا العبىء الجميع بدون استثناء.
حمى الله الاردن وشعبها والانسانية من كل مكروه
waelsamain@gmail.com