رأس المال ليس له وطن ولا دين
يونس زهران
12-04-2020 10:51 PM
أغلقت محلات بيع الملابس في اوروبا ،فجاع ملايين البشر في الشرق الأقصى
من نتائج "كورونا" الآنية ،ان آلاف محلات الازياء في أوروبا اضطرت لإغلاق أبوابها أمام روادها امتثالا لقرارات الدول بالحد من حركة البشر في سبيل محاولات محاصرة انتشار الوباء، او الجائحة كما يحلو لنا تسميتها.
من المعروف أن كارتيلات صناعة الألبسة في أوروبا ومنذ عقود عديدة، تعتمد في إنتاجها على دول اسيا البعيدة، وذلك لأسباب معروفة أهمها انخفاض أجرة الأيدي العاملة بشكل كبير جدا.
ففي دولة مثل كمبوديا يوجد اكثر من الف مصنع أو مشغل ،يعمل فيها ١٠٠ الف عاملة وعاملا ،يتلقون أجورا زهيدة جدا لا تكفي في أوروبا لشراء علبة سجائر واحدة ،ولكنها تكفي في اوطان هؤلاء العمال لقوتهم وقوت ابنائهم.
الشركات الأوروبية العملاقة ،ولوضع حد ،،لخسائرها،،الفادحة أو لنقل ،لتوقف تدفق أرباحها الهائلة ،اتخذت قرارا شاملا بالاتفاق فيما بينها ،بالغاء عقودها مع مشاغل تلك الدول ،حتى حول البضائع أو المنتجات التي تم حياكتها وتخزينها استعدادا لشحنها ،فقام مالكي هذه المشاغل بدورهم بفصل مئات الاف العاملات والعمال من دون سابق إنذار .
كل ذلك حصل تحت ذريعة ،،القوة الخارقة،،التي لم يحسب الراسماليون الجشعون لها حساب كما يدعون.
دول مثل كمبوديا وبنغلاديش ومينمار ومناطق التاميل ،والتي تتركز فيها هذه المشاغل والمصانع،يعتاش فيها الإنسان على مبلغ لا يتعدي الدولار الواحدفي اليوم ويبلغ عددهم كما أسلفت مئات الآلاف ويعيلون ملايين البشر، لم يحتمل راس المال. الهائل أن يتحمل تكاليف معيشتهم الضئيلة ،والتي تكاد لا تذكر من أرباح الشركات العملاقة ، لان هذا التحمل يقلل من أرباحها المنظورة ولو لمدة محدودة.
طبعا ،،إنسانيتهم الشكلية في بلادهم ،ما هي إلا خضوع لمطالب العمال وتهديدهم لمصالح أصحاب راس المال على. مدى مئات السنين ولم تكن يوما نابعة من حس ووازع انساني حقيقي. فالكل يعلم مثلا أنه وبعد انتصار الثورة الفرنسية ،وهي اولى واهم الثورات الديمقراطية في أوروبا والتي نادت بانعتاق البشر وتحررهم،وبعدها مباشرة زحف نابليون بجيشه واحتل مصر ،فقط نصرة لراس المال الفرنسي ولماع الملابس التي كانت بحاجة ماسة للقطن الوفير في. مصر ،غير ٱبها طبعا لمعانا الشعب المصري وقهره.
بعض المنظمات الإنسانية في أوروبا وفي الماني تحديدا وقفت تصرخ انتصارا لحياة ملايين البشر في الدول الآسيوية ،صاحضة رواية القوة الجبرية ،كونها مؤقتة ولم تأتي على ممتلكات و،لا يشكل تحملها كارثة على أصحاب رأس المال الهائل ،ولكن تبقى صرخة تلك المنظمات في واد سحيق بسبب جبروت وطغيان هؤلاء وتحكمهم بالكثير من الأمور في بلادهم وفي العالم.
لله در ،،كورونا،، فرغم بشاعته على مستوى البشرية جمعاء ،إلا أنه من الممكن أن يشكل درسا لهذه الشريحة أن تمعن النظر في اللا إنسانية الكامنة بين ظهرانيها
المادة تم اقتباسها من الصحافة الألمانية