كان الاردن وما زال محيراً للعديد ممن توسوس لهم شياطين الإنس والجن وممن يستهويهم الخيال البوليسي الذي لا يلامس الواقع إلا في مخيلتهم ومخيلة مموليهم ومن يصفقون لهم ليخلقوا حلقات وهمية تشعرهم بالوجود والكينونة ولعل صمود هذه الدولة أمام كل محاولات من شربوا من مائها وتنفسوا هواءها وحضنتهم مؤسساتها وأكرمهم شعبها وقيادتها وتحملت الدولة كل تجاوزاتهم باعتبارات نعلمها وربما لا نعلم بعضها لعل هذا من الأسباب التي تزيد حدة حقدهم وتزعزع عقولهم وتضرب قلوبهم المريضة أصلا في الصميم فيؤدي ذلك إلى هزات دماغية يستطيع العاقل ان يراها جليةً في كتابات ومواد العديد منهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ان الاردن وبسماحة نظامه واخلاق مليكه وعقيدة اجهزته الأمنية وجيشه العربي المصطفوي وعفوية شعبه وعشقه لتراب الاردن وولائه المطلق للدولة وعرشها ورغم تباينات الطرائق التي يتبعها غالبيتنا في التعبير عن ذلك كان وما زال الحلقة الأقوى في محيطه رغم ضعف موارده وعديد المتآمرين عليه من الداخل والخارج ورغم التضييق الممنهج الذي يمارس عليه بتكاتف كل اعداء الاردن.
في تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي اجد الكثيرين منزعجين جدًا مما وفرت لهم تلك المواقع منابرًا يمارسون من خلال لفتاً للانتباه ويخطر ببالي عدة أسئلة أهمها ما كنت اخبر به أمنيين مختصين ومتابعين وأصدقاء مقربين: لا تتابعوا هؤلاء ولا تعطوهم ضوءا اخضر لكسب الزخم ولا تشاركوا أقوالهم ولا تسجيلاتهم فهذا هو الإجراء الأسلم لاغلاق هذه الأفواه فهؤلاء كلما شعروا بعدم الوجود ومحدودية التأثير كلما عادوا إلى الواقع من رحلة الخيال المبنية على الحقد والضغينة وعشق الانتباه، وبما ان العديد من ابناء شعبنا يعشقون الإثارة وبإفراط فان هؤلاء قد وصلوا مرحلة اعتقدوا فيها بان وجودهم وكلامهم محسوس وملموس ومؤثر بناء على ارقام مشاهداتهم واعداد اللايكات لبوستاتهم، وهنا لا بد من التنويه إلى ان الدولة تعلم وبالتفاصيل ان بعض هؤلاء يتمتعون بدعم بعض من كانوا يوما في مواقع حيوية وحساسة وان هؤلاء يستخدمونهم لتصفية حسابات تارة وتارة لاثارة القلاقل والبلابل ومحاولة لفت انتباه صناع القرار ممن يعلمون وبالتفاصيل من يمون على من ومن زلمة من كما نقول باللغة الدارجة....
المهم وربما الأهم ان الاردن وعبر كل الأزمات استطاع ان يرسخ الثقة المطلقة وبلا حدود بين اهم مؤسساته وشعبه، وهنا اقصد الجيش والمخابرات تحديدًا وهما المؤسستان اللتان تتعرضان كل فترة لحملات خارجية وربما داخلية أيضا وهدفها الأوحد خلق حالة من عدم الثقة بين الشعب وأعمدة الدولة الحقيقية وكلنا يعلم ان هذا لا يخدم الا أعداء الاردن اللذين باعوا وطنهم لأجل حفنة مال او جلسة هنا او جلسة هناك.
على الأردنيين ان ينبذوا هؤلاء ليس بمشاركة كلامهم عبر المواقع وقذفهم وشتمهم ولكن باهمال وجودهم وأشعارهم انهم ليسوا موجودين أصلا فمشاركة كلام وفيديوهات هؤلاء سيبقى يشعرهم بالوجود ويغذي رغبتهم ورغبات العناصر الغاضبة داخليا لتستغل ما يقولون عند كل أزمة يمر بها الاردن والأولى مقاطعتهم تمامًا ومطلقا حتى تنطفئ جذوة شعورهم بالوجود والتأثير وربما يعودون إلى الواقع والحقيقة ولو ان ذلك يبدو صعبا دون إخضاعهم لقانون ومحاكمات عما اقترفوه بحق الدولة ومؤسساتها الطاهرة.
اخيرا أقول لهؤلاء المرتزقة ومن يمولهم ومن يدعوهم لفنادق خمس نجوم داخل وخارج الاردن ومن يدعوهم للولائم في أماكن نعرفها جيدا ومن يجالسهم في الداخل والخارج وتعلم الدولة كل هؤلاء: ان حلم الدولة وصبرها لا يعني خوفها وان الأيام اطول من أهلها والطولة كشافة، ونتذكر قول الله " اما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم