قدم الخطاب الملكي الأخير، معنى مختلفا للقيادة وقناعة هاشمية راسخة في الشعب الاردني وظلت تاريخيا محل ثقة القائد وفخره دائما.
فكما أكدت الظروف الحالية التي يمر بها الاردن والعالم بسبب جائحة الكورونا، ان الاردن نموذج في جهود مواجهة هذا الوباء، فهي أكدت أيضا “المعدن الحقيقي” للأردني وقيادته اللذين يجسدان التناغم الكامل المبني على الثقة المتبادلة للخروج من هذه الازمة الان وتجاوز آثارها لاحقا، بإذن الله.
في خطابه الابوي لأبنائه الاردنيين، كان الاحساس عارما بالشعور بالفخر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ومباشرة للأردنيين، وهذا لقناعة القائد أن هذا الشعب كان وسيظل محل ثقته واعتزازه والرهان عليه دائما في عبور الازمات وتجاوزها، وهذه كلمة السر الاردنية في الصمود في وجه التحديات، رغم قلة الموارد، والتي مازال العالم حتى الان يحاول أن يفهما ويحاول فك شيفرتها.
المنهج الهاشمي يختلف عن كل منهج في الحكم موجود في العالم، فهو منهج مبني على الصدق والشفافية مع الشعب، يشعر خلالها كل أردني، في كل مكان، وأيا كان موقعه أنه مسؤول بدوره عن تخطي الازمة من خلال المبادرة والعمل حسب القدرات والامكانات للمساهمة في جهود تحفظ الوطن وتصونه من كل مكروه.
ومن جهتهم، لم يخذل الأردنيون قائدهم يوما، فكانوا “كبارا” في تحمل المسؤولية، وتكريس الانتماء من خلال الصمود، وتحمل آثار فرضتها أزمة الكورونا، من منطلق الشعور بالمسؤولية الجمعية والفردية التي تحتم على كل فرد أن يقود الازمة بدروه على صعيده الشخصي والاسري والمجتمعي، من خلال الالتزام، وتوقع صعوبات اقتصادية قادمة تتطلب من الجميع أن يتفهمها وأن يحاول مع الدولة الخروج من عنقها بأقل الخسائر.
هذا هو المعنى الحقيقي للأردن، لن تجده في قاموس اللغة، ولكن حتما سيكون في كتاب التاريخ، عندما يعرض المؤرخون لمفهوم الدولة المنيعة والقوية بقيادتها وشعبها المتلاحمين في وجه الصعوبات، كنموذج للحكم الصادق والشفاف والواثق بشعبه في كل الظروف والازمنة.