هل نقول انتصرنا , وهل نحن اتينا ما قاله( المعري ) ما لا تستطعه الاوائل , وهل تغلبنا على انفسنا, فاثبتنا عزيمتنا , وارادتنا وتصميمنا ، وهل ذربنا المثل الاعظم في التلاحم والتكافل والتعاضد في الجسد الواحد , وهل كان الملك , القدوة والملهم والمتابع وصاحب الرؤية التي تنظر الفرحة الموعودة الموثوقة ولو بعد حين . نقول للملك هذا هو شعبك يا سيدى الذي سطر حلمك , والتزم نداؤك وحرص على طلبك , ورفع راس الوطن ورأسك كما هو حاله على الدوام . يا سيدي لم تستطع الخطوب النيل منا , فثق بنا على الدوام , ولم تستطع المؤامرات ولا الدسائس ولا الظروف والتحديات النيل من عزيمتنا في المضي , فمن وضع في عينه ربه في الرعاية ودينه في الهداية ووطنه في الحماية ’ فلن يتعثر ولن يتخبط , كيف لا وقد من الله على هذا الوطن بخمرة آل البيت وخلاص الهاشميين .
جيش من وراء جيش , وشعب من وراء شعب , وقيادة تقودنا خلف وسلف حتى هادي البشرية , فكيف لا نقف كالاسود , التي يعرفها من لا يجهلنا في السراء والذراء .
لنرفع ايادينا مع ايادي الملك ونقول للوطن ابشر , فما اعز الطالب وما اروع المطلوب , فهذا الجيش المصطفوي يربت على الارض الطهور محبة وامنا وانضباط , وهذا الامن يوسع المحبة ويفرش التآخي والمودة لكل فردن في الوطن وهاهم كوادر المراييل البيض والزرقاء والخضراء يشكلوا صفوف الملائكة التي تمسح الم وتزيل المرض وتشفي باذن الله المكلوم والمصاب والمريض , وهاهم كوادر الوطن تتسلل بعيدا عن هذه الجرثومة اللعينة لتعلن انطلاقها في الحياه وتحديها لهذا الفايروس ,اللعين , ولتعلن تحديها للمنطق وتفوقها على الواقع , فهناك من ينتظرها , شيخ هرم او طفل رضيع او عائلة ثكلى , او اسر محرومة , فكل رغيف خبز قد يحيي عشيرة , وكل حفنة عدس قد تطعم قبيلة او شربة ماء قد تروي حمولة . فنحن في الاردن اصحاب مواقف . وكم هي التي وقفناها مع المظلومين في هذه المنطقة , فلن يتركنا الله ولن يترك ما يسيئنا يسيئنا . لقد ربى الاردني نفسه على قبول التحدي , وروض ذاته على عدم الاستسلام وعودها على جبروتها ، فصالحناها مع الصواب ، ودربناها على ان الانتصار اساسه النظام والعمل وتوزيع الادوار , وقبل هذا وذاك الوعي والمعرفة والثقافة التي جسدت مواطننا وجعلته سدا بذاته , وبحرا بسلوكه .
فاليرفع كل مواطن خارطة الوطن وعلمه وليضع على صدره صورة الملك وولي عهده , فهذا هو الشعار الذي نحتاج تجسيده لنقول للعالم باسره , انه اللقاح الشافي وسر التحدي والخروج من المرض واي مرض .
لم تكن كورونا مجر فيروس خطير يهدد الجميع , ولم تكن مواجهة هذا المرض مجرد اجراءات وخطوات وتكنولوجيا ومال , بل ارادة ووعي , وصدق مع الذات والوطن , , وايمان بالخالق جل في علاه ، حيث البلاء امتحان والصبر نظام والالتزام عبادة .
هذا الشعب الذي تكيف مع التحديات , وتعود المواجهة , يقوم على دعائم ثلاث , اهمها الاتكال على الله , والايمان بالوطن والقياده , والثقة بالنفس والتطلع نحو الفرج .
فمثل هذه التحديات تظهر معدن الشرفاء والصادقين والاوفياء , فمنهم من سهر الليالي والف ظلمة الليل الطويل وبرده القارص يحمي ويتابع ويحافظ على النظام , ومنهم من عرض حياته للخطر فرافق المرضى وكشف الغمة وتوشح بالابيض والازرق ليبعث الطمأنينة على قلوب كل من يغشى ويخاف , وليكون لنا جيش من وراء جيش يزرعوا الثقة فينا ويعمقوا القوة في نفوسنا , ويعيدوا صياغة المستقبل , ليكون الامل والطموح والعطاء .
كل اردني له دور , وكل اردني ساهم ويساهم في رفعة الوطن , ولولا الايادي الشريفة والعقول النيرة التي خدمت وقدمت من ابائنا واجدادنا وزرعوا هذه النخب الجبارة الان من اخواننا واخواتنا من ابنائنا وبناتنا في كل القطاعات لما كنا اليوم نرفع ايادينا المنتصرة ونقول للوطن لبيك ولقائد الوطن ابشر .
نحن لا نملك المليارات ولكننا نملك عزيمتها , ولا نملك تقنيات العالم وثرواته التكنولوجية المتنوعة العظيمة لكننا نملك ارادتها وانطلاقتها وفكرها .