عظمة الامة بقيمة الانسان .. والاردن نموذجا
د.بكر خازر المجالي
11-04-2020 03:39 PM
هل ندعو الى صرف راتب اضافي لجيشنا وامننا وكوادرنا الصحية كأقل تعبير عن شكرنا
نحن نعيش في أزمة خطيرة ، لا صواريخ ولا جيوش ولا مؤامرات ،ولا تهديد لوطن ، بل ازمة انسانية بأن تبقى على قيد الحياة ام لا .
أزمة كورونا هي تحد للانسانية ،ونقلت اتجاهات الصراع من مفاوضات الغرف المغلقة وانفاق التآمر والطاولات المستديرة ،والصالات والفنادق، الى ان يتوحد الانسان أيا كان دينه وأصله ومنبته ولونه وجنسه في مواجهة ما يتهدد البشرية جمعاء .
ما نلاحظه ان هناك اعادة ترتيب لاولويات التهديد والمخاطر في العالم ، ولكن هل ستنسحب هذه الاولويات بترتيبها الجديد على المستقبل ؟
هل سيتجه العالم الى تجنب جرائم بعض القوى بحق الشعوب على اساس الجنس والدين والمصير ؟
هل ستتوقف محاولات استلاب ارض الغير وتتوقف اعمال الاعتداء على الاماكن الدينية والاثرية والتاريخية ؟
هل سيكون هناك مفهوم جديد للحياة على ان الانسان ايا كان جنسه ولونه ودينه هو يستحق الحياة ويجب صيانة هذه الحياة ؟
وان تتحول قضايا العالم من اتجاه سلب الحقوق وتدمير البشر الى كيفية تأمين الحياة الامثل لكل من يسكن فوق الارض ؟
هل سيصبح حق النقض الفيتو في مجلس الامن هو ضد اي قرار لا يضمن سعادة الشعوب ويضمن حقوقها في ارضها ودينها ؟
هل ستختفي النزاعات التي تبدو الان انها اصغر من فيروس كورونا الذي لا يرى بالعين المجردة ؟
اننا نخشى بعد انحسار الوباء ان ينسى الانسان الخطر ويعود الى الظلم والجشع والى انتهاج القتل ،
ولكن نراهن ان الازمة الحالية قد منحت العالم هدنة للتفكير واعادة التقييم ،وان تغير في طبائع النفوس الجشعة لتعود الى واقع الانسانية المحبة وانسانية السلام العادل .
تعلمنا في الاردن كيف نواجه الاخطار .. ودخلنا في تجربة اثبتت اننا فعلا الكبار ، الكبار بقائدنا الملك عبدالله الثاني ، والكبار بجيشنا وامننا وبكوادرنا الصحية وحتى بعمال الوطن ، وأكْبَرَ قائدُنا فينا بكلماته الجزلة المعبرة صفات الكبرياء والجدية والاصرار على النجاح ، ونحن في كل يوم نثبت اننا اهل للمواقف الخطيرة حين ينادي الوطن، وخضنا اكثر من محنة في تاريخنا وصمدنا ونحن نعاني ونتألم، ولكن في كل مرة كانت كرامتنا وكبرياؤنا هي التي تنتصر ،
في كل يوم نَكْبُرُ بما نسمع في العالم عن الذي يقولونه عن الاردن، وهو مدعاة فخر واعتزاز،وان الامم لا تقاس بعدد السكان وقوة الاقتصاد والجيش ،بل بقيمة الانسان
واليوم نحن على طريق النصر في مواجهة هذه الازمة
المشوار لم ينتهي ،وتذبذب الايام وارد....
ولكن الثابت هو الصمود والتصميم على النجاح
خاصة ان هناك من يزرع الثقة في بلدنا الاردن، والتي هي في اعلى مستوياتها لاسباب المصداقية والشفافية
،وايضا لثقتنا بكفاءة كوادرنا الصحية ،ولدور جيشنا وامننا الذين نشعر بانهم عنوان امن وطمأنينة .
مع كل هذا ، ألستم معي بأن نقول شكرا في كل يوم لجيشنا وامننا وممرضينا واطبائنا وكل الكوادر ؟
الستم معي على الاقل ان يكون لهم راتبا اضافيا يصرف على ابواب رمضان بمناسبة العيد السعيد وايضا بمناسبة عيد الفصح ؟
تحية لجيشنا وامننا ولكوادرنا الصحية
وتحية لنا كمواطنين ونحن نصبر في كل يوم حتى يكون الاردن نظيفا سليا كبيرا في هذا العالم .