المعنى الحقيقي لنا .. مع كورونا
أمل محي الدين الكردي
11-04-2020 02:52 PM
كورونا لم يكن فيروس صحي يمكن أن يؤدي الى الموت ...بل الى الحياة من جديد !
كورونا أعطانا دروساً غير عادات وتقاليد وفرض علينا قوانيين سواء أحببناها أو كرهناها ولكنها أخذت ’بعد نظر منا لتطبيقها على واقعنا .لا شك بأن الحجر الصحي في البيوت غير تفاصيل حياتنا الروتينية وأشعرنا بفقدان أمور كثيرة في حياتنا سواء العاطفية الاجتماعية السياسية المالية وغيرها الكثير ...من الامور .
فالأزمات مهما كانت سلبية أو مأساوية لاشك انها تحمل أمور إيجابية لا تحصى فهي تعطي صحوة جديدة للبشر وتولد نماذج جديدة للعمل وخاصة من أعتادوا منا على ممارسة حياتهم بشكل روتيني غير قابل للتغيير ونحن اليوم ننتعايش مع هذا الحدث وفي ظل إنتشار وباء كورونا وما يشهده العالم .
إن فيروس كورونا أعطى تأثير على سلوكيات البشر وتصرفاتهم وردود فعل أدت الى تغيير نمطية التفكير وتواصلهم وفكرة التقارب الأنساني.
فمثلاً على نمط الدولة أثبت لنا البعض أن السياسة عمل وليس شعاربعكس الأخرين الذين أتخذوها دعاية لمأرب شخصية وأثبات الذات هناك أشخاص لم نكن نعرفهم عرفناهم من موقع العمل والتضحية .وهناك أشخاص عرفناهم عن قرب كان أختفائهم عن العمل من أجل الوطن والبشر دليل على حب الذات والكرسي والمال وما ينطبق هنا على الذكور منهم ينطبق على الأناث منهن .أين أنتم من دعاياتكم الانتخابية والعطف في شهر رمضان والبرستيج الذي كان يظهر لنا من دعاية واعلام اليوم ظهرت الوجوه الحقيقية لنا وهذا درس تعلمناه للأختيار الأشخاص في المستقبل سواء للقواعد الأنتخابية أو للمراكز القيادية
وهذا ما قصد به جلالة الملك عبد الله بن الحسين (المعدن الحقيقي للأردنيين سيظهر عند الصعاب ).
والكبار بهذا الوقت هم من أنجزوا من تضحية، الكبار هم من تحملوا المسؤولية الكبار هم الشعب الذي وقف وقفة
واحدة ليثبت للعالم بأننا لنا أب وأخ وأبن واحد لن تكسر له كلمة وسنسانده ونقف بجانبه من أجل مستقبل الوطن ليكون أفضل لأبنائنا وأحفادنا .ولا يمكن أن ننجو إلا بالتضامن في مواجهة هذا الخطر .
الاخلاق التي تعلمناها من فيروس كورونا شكل التضامن الأنساني والاجتماعي من نماذج مضيئة قدمها الآف الممرضيين والمسعفين والأطباء والمتطوعيين وأناس عاديين أدركوا أدوارهم التي تعبر عن نواة أنسانيتهم ورجال دين من مسلمين ومسيحين ممن قدموا النصيحة وتعلمنا منهم الدين في أخلاقنا وتضحيتنا وليس الذهاب الى المساجد والكنائس فقط
كورونا تعلمنا أن نستفيد من الدروس والعبر وأن نبني جسور المحبة والسلام والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة .ونفكر مجدداً ونعيد تكوين مفاهيمنا على ضوء الغمة التي نتعايش معها الأن ماذا نريد لمستقبلنا على ضوء هذه التطورات
(كورونا كانت أقوى من الحرب لنتعلم منها الكثير).
أن المسؤولية إتجاه النفس أن تكون مسؤولاً عن الضرر الذي تسببه للأخرين قبل أن تسببه لنفسك ومن الضروري أن تبادر من تقييم مصادر الخطر التي تقبل عليها ولا تضع اللوم على المجتمع والحكومة .إن ما حققته اليوم الدولة الأردنية يستحق الأعجاب والتقدير هذا الإنجاز ما زالت بعض دول العالم عاجزة عن تحقيقه ولكن يجب أن نبقى بالتعامل مع الأزمة بجدية ومسؤولية فهذا الوباء الذي نتعامل معه كشعوب خطر على الجميع وعلى حياة كل شخص بغض النظر عن عرقه وجنسه ولونه .وقد نجحنا والحمد لله في محاصرة المرض ولكن هذا يستدعي منا المساعدة جميعاً الكبير والصغير ولسنا بحاجة ان نجبر على الحظر بل انتم كونوا أهلاً للمسؤولية وحافظوا على حياتكم وحياة غيركم إن المطلوب منا هذا اليوم هو اليقظة والحزم من أجل الانتصار بمعركة القضاء على الجائحة والاستمرار بالألتزام بالأجراءات التي نتلقاها من أصحاب القرار في مجال السلامة العامة والنظافة والاحترام للقوانيين المفروضة في هذه الفترة والتحلي بروح العيش الجماعي والتكافل والتضامن ولا زال الوقت معنا بأذن الله تعالى .
amalkurdi77@yahoo.com