ظالم من لا يقدر عاليا ويثمن غاليا كل ما أتخذته الدولة الأردنية حتى الآن من قرارات وإجراءات لم تتخذها أقوى دول الكوكب وأكثرها تعدادا وثراء, حرصا على سلامة الأردن وإنسانه, في مواجهة أبشع عدو يتهدد البشرية جمعاء, وما زالت تقف دونه عاجزة تماما.

نعم, يظلم حظه ويفتري من يحاول الإدعاء بأن المملكة الأردنية الهاشمية ليست الدولة رقم (1) حتى الآن في إتخاذ أرقى وأهم الإجراءات في مواجهة هذا العدو.

أقول صادقا بإذن الله, بأنني أشعر بالزهو والفخار وأنا أتابع كصحفي مواظب جيدا , ما يقوله العالم عنا وعن إجراءاتنا التي عجزت عنها سائر دول الأرض, غنيها وفقيرها , كبيرها وصغيرها , حتى لقد صرنا والحمد لله, مضرب مثل طيب, ومثال خير للشعوب التي تلوم حكوماتها عندما تقول .." شوفوا شو فعل الأردن ذي القدرات المادية المحدودة ومنه تعلموا " !!! .

فنادق 5 نجوم للحجر ومجانا , أرقى المستشفيات بكل كوادرها الطبية والتمريضية والفنية واقفة على أقدامها 24 ساعة , جيش باسل وقوى أمنية ومخابرات ودفاع مدني يتمتعون بأرقى درجات شرف الجندية , جميعهم وبارك الله فيهم , ساهرون ليلا نهارا في سائر أرجاء الوطن تنفيذا للقرارات والإجراءات وعونا للمواطن والوطن , مركز وطني للأمن وإدارة الأزمات لا يكل ولا يمل على مدار الساعة , حكومة يعمل معظم وزرائها بكل الطاقات .

جلالة الملك : الأردن اليوم, واليوم بالذات, مصدر فخر لكل أردني شريف, وكل أردني شريف , ولكل عربي محب, ولكل إنسان منصف, ويجب أن يستمر كذلك .

نفخر بالجيش وبقوى الأمن حراس البلاد والعباد , وبالكوادر الطبية العاملة ليلا نهارا ومن دون راحة أو إستراحة كي لا ينتشر الداء لا قدر الله في ربوع الوطن الأنبل , ونفخر بقرارات الحكومة وإجراءاتها كذلك .

جلالة الملك : نعرف تماما أن كل قرار وكل إجراء هو بمتابعة وبمباركة وبأمر مباشر منكم , ونعرف أن كل مسؤول يده على قلبه خشية تقصير أمام ما يراه من إهتمامكم الكبير ومتابعتكم الدائبة الدائمة .

علينا الإلتزام الكامل بالحظر, فكلمة جلالتكم عندنا جميعا ما " تصير ثنتين " ولها بالغ الإحترام والتقدير والثناء ,
ونحن جاهزون جلالة الملك, وعلينا أن نصبر حتى تزول الغمة بعون الله ليعود كل صاحب عمل إلى عمله بأمان الله , فالعدو غير المرئي ما زال يحوم حولنا .

وعلى أثرياء شعبنا فتح جيوبهم نجدة لإخوانهم المتعطلين عن العمل حتى تنتهي الأزمة , وإن لم يفتحونها اليوم فداء للأردن الذي ما قصر يوما مع أحد أردنيا كان أم عربيا أم مسلما أم إنسانا مهما كانت جنسيته وعقيدته , فمتى يفعلون إذا !, خاصة وهم يدركون أن كل ما جنوا هو من خيربلدهم الأردن وما ضن يوما على أحد .

جلالة الملك : هذه الأزمة العالمية ستغير وجه العالم, وستلوم شعوب كثيرة شرقا وغربا شمالا وجنوبا حكوماتها على ما قصرت بحقها , وسنرى نظاما عالميا جديدا لنا فيه وبعون الله , دور أكبر, وكلمة أكبر, وموقف أكبر , خاصة إذا ما عظمنا وبريادة شعبنا الكريم وبقيادتكم الكريمة , سائر الإيجابيات وما أكثرها في حياتنا , وتخلصنا من كل السلبيات وما أهون الخلاص منها .

صاحب الجلالة , بالمواظبة على مسارنا الرائع حاليا , ستكون نهاية الأزمة وبعون الله , سببا قويا لترسيخ الثقة والتآلف والمودة بين شعبنا وحكوماته ومؤسساته , ومحطة إنطلاقة مؤسسية جديدة وطنية وإقليمية وعالمية ترفع رؤوسنا عاليا بين الأمم والشعوب, وتعدادها يفوق مائتي دولة, جميعها تنظر إلى الأردن اليوم بإحترام وإعجاب .

رب ضارة نافعة تلهمنا دروسا كثيرة لمستقبل أيامنا بإذنه تعالى , فلقد أثبتت الشدة أن صفنا واحد , وأن شعبنا لم يتغير أبدا , وما زال ويبقى الشعب الذي يعتد به عند الشدائد والملمات , تشبثا بالوطن وبقيادته الهاشمية, وإستعدادا فطريا للتضحية والفداء من أجل الوطن .

بارك الله بكم ولكم صاحب الجلالة , وبارك الله بشعبنا وبوطننا ورفع عن كواهلنا الغمة وشدائدها وأزماتها, نحن وسائر البشرية بعونه تعالى . وهو سبحانه من وراء قصدي .