عمون - لم تدع موجة العولمة وثورة المعلومات وضغوط العمل وإيقاع الحياة السريع الوقت الكافي للمرأة للاهتمام ببعض المهارات المنزلية، كإصلاح الأعطال البسيطة وزراعة الأحواض والخياطة ورتق الجوارب والخبز والطهي.

وجاء فيروس كورونا وفرض الحجر المنزلي الإجباري على الجميع، ووضع الأسرة على طريق العودة لتعلم وتعليم الأبناء بعض ما يلزم لمساعدتهم على مواجهة الأزمات بشكل أفضل في أي وقت، وذلك عبر التقليل من الاستهلاك ونفقات التنقل، وتفضيل الزراعة والطهي في المنزل للحصول على طعام صحي وآمن، وتحقيق الاستخدام الأمثل للإنترنت في الدراسة والعمل والتسوق.

هذه الظروف جعلت تجربة العزل الذاتي فرصة لتغيير أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز ثقافة الاقتصاد المنزلي، وفي ظل توافر العديد من المواقع الإلكترونية التي تقدم دورات مجانية يمكن الاستفادة منها في تعلم الكثير من المهارات التي قد تشكل السلوك المنزلي في المستقبل.

الزراعة
إلى جانب ما تحققه الزراعة المنزلية من فوائد اقتصادية وما تقدمه للأسرة من طعام صحي وطازج فإنها أيضا جيدة للجسم والروح، فالتعامل مع الطبيعة يساهم في التغلب على الضغوط والتقليل من حدة القلق والاكتئاب وتحسين المزاج وتعزيز الشعور بالراحة، وذلك من خلال التأمل والتفكير الهادئ وسط الألوان الزاهية والروائح الغنية للورود والنباتات والخضر والفواكه.

يضاف إلى ذلك الإحساس بالرضا عند مشاهدة مزروعاتك تنتقل من البذور إلى المائدة، وتوفر لك الكثير من المال.

الطهي
قبل تجربة الحجر المنزلي كان شراء البيتزا الجاهزة يوفر الكثير من الوقت والجهد الذي قد يبذل في المطبخ لصنعها من الصفر، لكن بعد أن أغلقت المطاعم في إطار الحظر اتضح أن لا شيء أكثر مكافأة من الاستمتاع بوجبة من إبداع سيدة البيت.

ويمكن ذلك بسهولة عبر متابعة برامج تعلم فن الطبخ المجانية عن طريق الإنترنت لاكتساب مهارة صنع مختلف أصناف الأكلات بسهولة واحترافية، بل والتنافس مع الصديقات أحيانا بنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي.

وتقول سوزان وايتبورن أستاذة علم النفس بجامعة ماساتشوستس إن الطهي للآخرين هو بمثابة وسيلة للتعبير عن مشاعر لا يجيد البعض القيام بها، فتصبح وصفات الطعام والمخبوزات طريقتهم في التعبير عن مشاعر التقدير والحب والتعاطف والسعادة دون كلمات.

الحياكة
ربما كان تفشي وباء فيروس كورونا المستجد سببا في إظهار أهمية تعلم الحياكة المنزلية، حيث تفاقمت أزمة شح الأقنعة الواقية التي تعد من أهم وسائل الحماية من العدوى، ومثلت إمكانية صنعها في المنزل حلا سحريا لكثير من الأسر حول العالم.

وفن الخياطة من المهارات السهلة التي يمكنك استغلال فترة العزل لتعلمها من خلال إحدى القنوات المجانية على شبكة الإنترنت.

الرياضة
أعاد العزل المنزلي إلى أذهاننا أنه بالإمكان الحصول على نفس مستوى اللياقة البدنية الذي يحققه التردد على صالة الألعاب الرياضية من خلال ممارسة مجموعة من التمارين لمدة 7 دقائق في البيت.

ووفقا لدراسة أجراها علماء بجامعة ماكماستر في أونتاريو عام 2013 ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فإن بضع دقائق من التدريب بكثافة تحقق نتائج مماثلة لتلك التي تستغرق عدة ساعات من الجري أو ركوب الدراجة.

القراءة
أعادت تجربة الحجر الصحي المنزلي للكتاب المطبوع اعتباره في تعزيز المشاركة بين أفراد الأسرة، متقدما على الكتاب الرقمي الذي يتسم بالفردية.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فقد "ارتفعت مبيعات الكتب المطبوعة التقليدية بنسبة 5% في الولايات المتحدة العام الماضي، في حين انخفضت مبيعات الكتب الإلكترونية بنسبة 17%".

وظهر ذلك في كثير من الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن مشاركة الأمهات متعة القراءة مع الأبناء، إيذانا بعودة قراءة الأم للكتب المطبوعة كقدوة لأطفالها، وتقديمها لهم كهدايا قيمة ذات ملمس ورائحة لا تنسى.

الإنترنت
ويكون ذلك من خلال تنمية مهارات الاستخدام الأشمل والأمثل لشبكة الإنترنت في تسيير الحياة اليومية والحصول على الاحتياجات الأساسية.

فقد أظهر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن سلوكيات الناس على الإنترنت خلال الحجر الصحي تزايد اهتمامهم بالبيئة وإقبالهم على الخدمات التي تسمح بالعمل والتعلم من المنزل، والحصول على التشخيص الطبي عن بعد، وممارسة الرياضة والترفيه، ومتابعة أخبار انتشار الفيروس عبر قراءة الصحف المحلية، كما شهدت مواقع التعامل مع الأمراض والوقاية منها إقبالا كبيرا.

وانجذب الكثيرون إلى مواقع مثل "ويكيبيديا"، إلى جانب اتجاه المرأة للاستفادة من الإنترنت في تنمية مهاراتها العملية والمنزلية والصحية والتربوية.

الحلاقة
اتجهت الكثير من الأسر إلى الحلاقة بالمنزل، ولا سيما بعد إغلاق صالونات الحلاقة وصعوبة استقبال مصففي الشعر داخل المنزل وفقا لقواعد العزل الصحي السليمة، ثم كان على بعض النساء تعلم حلاقة الشعر للأزواج والأبناء.

قد يبدو الأمر غريبا وصعبا في البداية، لكن بعد انتشار مقاطع فيديو للمشاهير أثناء حلاقة زوجاتهم لهم يبدو أن التجربة أصبحت مشجعة لبعض النساء، مثل كريستيانو رونالدو الذي خضع لتجربة الحلاقة المنزلية على يد زوجته.

وأبرز فوائد الحلاقة المنزلي التي ستعود على أسرتك -إلى جانب التوفير- تجنب أفراد أسرتك انتقال العدوى من بعض صالونات الحلاقة.(وكالات)