منذ ولادتنا ونحن نبدأ مِن نقطة عدم معرفة مَن نحن، الطريقة الوحيدة للوجود في وفاق مع هذه الحياة هي أن نكون دائمي اللاوفاق مع أنفسنا وندخل في هلامية اللامعقول؛ لننشئ نظريات ونتأملها بصبر وصمود لنتصرف ونبرر أفعالنا بنظريات أخرى لا تُدينها.
منذ ولادتنا ونحن نفتح طريقاً في الحياة ونمشي بطريق معاكس ونحاول أن نمتلك ما لسنا إيّاه وما لا نسعى أن نكونه، مثلاً تشتري كتاباً لأجل عدم قراءته، أو تذهب في جولة طويلة بدافع التعب من المشي والهروب من الوحدة، بَيْد أننا سنتعب من الوحدة ومن النظر إلى الأشياء ومن تلك الأفكار التي تأتيك مع الهواء.
منذ ولادتنا ونحن نسعى بالوصول إلى السمو حتى التفكير على هذا النحو الطويل والمتعب هو نوع فعل أقرب للهذيان المُطلَق، حيث وَعْيُنا بذواتنا نفسه يقع بورطة؛ لذلك يتحقق التخلي عن الفعل بطريقة ربما هي الأقرب أن نقول عنها ساذجة وعشوائية ومبهمة.
نحن منذ ولادتنا أو ربما الأصح "أنا منذ ولادتي" - حيث لا يعنيني أنتم - ارغب في الفهم وفي تحليل أن أنظر إلى نفسي كما أنظر إلى الطبيعة أن أنظر إلى إنطباعي كما لو أنّي أنظر إلى جبل.
نحن لا نتحقق ولا نحقق ذواتنا أبداً
نحن عبارة عن هاوية تمضي صوب هاوية أخرى، بئر تُحدّق في السماء.
إنّه يوم ميلادي الشيء الوحيد الذي يعنيه هذا والذي يذكر هذا اليوم بكل تفاصيله هي "أمّي"