لعل البعض كان يمر مرور الكرام على عبارة (الأردن بلد الأمن والأمان)، بل قد يتساءل عن أهميتها، أو حقيقتها!! أو كان يتعامل معها بتندر، في لحظة غضب أو عتب، عندما لا يعجبه شيء، أو كلما تذمّر من أمر، أو كلما صادف في تفاصيل الحياة ما لا يروقه، أو ما لا يستهويه، أو ما لا ينسجم مع مصلحته المباشرة، أو ما لا يوافق رأيه؛ أو حتى عندما ينزعج من أزمة السير أو لهيب الصيف، أو من إنقطاع خدمة ما، كنا نجده يطرح تساؤله عن جدوى الأمن والأمان.
وفي ظل هذه الجائحة العالمية، التي ضاقت فيها الأرض على البشر بما رحبت، لمسنا في بلدنا حقيقة نعمة الأمن والأمان. وفي لحظة التأمل واسعة الآفاق، التي نعيشها مواطنين من داخل بيوتنا، أتيح لنا فرصة استحضار قيمة الأمن والأمان، ونحن نرى قيادتنا الهاشمية في الميدان، وعلى رأس كل الجهود والتفاصيل، ونجد دولتنا بكل مكوناتها حكومة وجيشا وأجهزة أمنية، مستنفرة بكامل قوتها لحمايتنا وخدمتنا آمنين في بيوتنا.
وأتيحت لنا فرصة تأمل ما يجري في العالم من حولنا، حين يتخطف الموت بني البشر، في أكبر الدول وأغناها وأكثرها تقدما، بينما نلوذ في أفياء عشنا الأردني الوادع، نحتضن وطننا ويحتضننا، ونتفيأ ظلال دولة أثبتت أنها عظمى، بمعايير الخلق والقيادة الانسانية. دولة نهضت بمسؤولياتها نحو شعبها، تحيطه بالأمن والأمان والحماية، وتسخّر كامل إمكاناتها وجميع مؤسساتها لتحقق لمواطنيها الشعور بالطمأنينة، ولتعطي درسا عمليا بأن عظمة الدول لا تقاس بالمساحة والسكان والثروات والأساطيل وحدها، فليس بالإمكان تجاهل منظومة القيم الموجهة للدولة وقيادتها في ممارسة الحكم، كما ليس بالإمكان تجاهل المنظومة القيمية التي تحكم سلوك الشعب في اللحظات كلها بعسرها ويسرها. في الواقع أثبت الأردن أنه عظيم بقيادته ودولته وشعبه، وأن الأمن والأمان في الأردن لم يكن يوما مجرد شعار.
وهذا ما أكدته وقائع التاريخ وأحداثه عبر الزمن الأردني الحديث، بقيادته الهاشمية الفذة؛ ففي هذه المنطقة المضطربة من العالم، عرفت الشعوب عذابات الحروب، والفتن الأهلية والطائفية، والانقلابات العسكرية، والمجاعات، وتجرعت مرارات الاضطهاد والتشرد، عبر عقود وعقود. وبحمد الله بقي الأردني عزيزا كريما مكرما في موطنه، بكل ما للعزة والكرامة من معان ودلالات، وصمد الأردن ويصمد بلداً للأمن والأمان في كل الأوقات والظروف والمنعطفات، وفي مواجهة كل التحديات والأزمات.