عزيزي المسؤول .. لا تخرق الحظر!
خولة العرموطي
10-04-2020 06:50 PM
أصلّي وأدعو هذه المرة وخلال حظر اليومين الحاليين ألا يتم خرق حظر التجول من قبل أي شخص وتحديداً المسؤولين والنواب.
فبعد أسبوعين من متابعة ردود فعل الشارع على اقتراف بعض المسؤولين مخالفات لأوامر الحظر، ظهر لنا جميعاً حجم الهوة الكبيرة التي باتت تبعد المسؤول عن المواطن، وأن المسؤول الحالي والسابق جزء منها.
سأخص أكثر الحديث عن أزمة الثقة مع مجلس النواب، والتي ظهرت حتى قبل أن يخالف عدد قليل منهم حظر التجول، حيث ومنذ بدأت الأيام الأولى للأزمة، قام عدد من الناشطين بحملة طالبوا فيها بالاستفادة من المجلس كمكان لحظر المرضى، باعتبار المجلس ليس ذي فائدة بالنسبة للحالة العامة، كما وبينما كانت نسب الثقة بالحكومة ترتفع كانت النسب بالمجلس تنخفض بالضرورة.
كل ما سبق، عززته مخالفات لعدد قليل من النواب الحاليين والسابقين، وهي ما كشفها طبعا الجيش العربي الذي نجلّ ونقدّر جهوده في عدم محاباة أي طرف أو جهة في تطبيق إجراءات هدفها حماية الجميع. وننحني أمام الإجراءات التي يطبقها الجيش بصرامة عسكرية تظهر لنا الغثّ من السمين، وتوضّح امام الجميع من يحترم بلاده وقوانينها ومن لا يفعل.
الحقيقة اليوم ان المخالفات حصلت، ولكن ما نرجو ان يكون حصل أيضا هو مراجعات واسعة وكبيرة ليس فقط على نطاق كل نائب شخصيا بعدم خرقه أيٍّ من الأنظمة والقوانين، ولكن حتى في سياق مراجعات للنظام الداخلي وتحويله للهجة أكثر صرامة، يلفظ النواب ممن يخالفون التعليمات العامة والقوانين في بلدنا الحبيب. وهنا لا اقصد فقط من خالف قوانين الدفاع، وكلهم رجالات نحترمهم باسمائهم والقابهم وعملهم، ولكني اقصد اكثر كل من تسبب بتشويه صورة هذا المجلس بالنسبة للشارع الذي يُفترض أن يمثله النواب ويكونون أقرب اليه من أي جهة أخرى.
مجلس النواب هو الأساس والقوة الحقيقية الداعمة للديمقراطية في البلاد، ولذلك ينبغي له أن يكون قدوة حقيقية في الالتزام بكل القوانين والأوامر الدفاعية، وبدلا من ان يتحول بعض أعضائه لرموز لانتهاكات القوانين، وبالتالي يؤثّرون على سمعة زملائهم الذين في المجلس اليوم أو الذين كانوا فيه أو حتى القادمين إليه، عليهم وعلينا جميعا من مسؤولين حاليين وسابقين أن نتحول لمثال حقيقي أمام أنفسنا قبل أن نكون كذلك أمام الجيش والشارع.
سأختم بالقول، إن جلالة الملك أطال الله عمره رفض أي واسطة او محسوبية في هذه المحنة التي تمر بها البلاد، وهنا ينبغي لنا جميعا ان ندعم ذلك، بدلا من ان نزيد المشهد إرباكاً.
حمى الله الأردن وقيادته ومؤسساته وشعبه.. فأرض العزم لا تستحق إلا أعلى العزائم وأقواها على الحق.