الالتزام سبيل النجاة من خطر الكورونا
راكان حسن يوسف الكايد
10-04-2020 06:26 PM
إن السير على جادة الطريق بخطا ثابتة إلى الأمام، وعدم الخروج عنها، يمكّن بلدنا الحبيب الأردن من الإطاحة بهذا الفايروس والتغلب عليه، ويبقى مقرونا ذلك النجاح بمستوى الوعي ومقدار الالتزام للفرد الواحد، فالأمر ليس بهذه البساطة، أي معرفتك فقط بأن الاتزام في البيت هو الحل _ وأنت أبعد ما تكون عن ذلك _ سينجيك من قبضة الكورونا، إنما هو شيء من المحال، وضرب من قرع الطبول في ضجة عارمة.
ويمكن القول، بأن ما يجري ويدور على الأرض أزمة اعتراف بين الشخص وذاته العينيّة، والقصد من ذلك أن أي إنسان في حياته يعتمد على أهم ما ميزه الله به ووهبه إياه، هما: العقل والجوارح من عاطفة الحب والكراهية أو السعادة والفرح والحزن، وعلى هذا تصنف الأشخاص، بحيث تتغلب صفة على أخرى، فيطلق على هذا عقلاني وذاك عاطفي.
وهنا يتوجه الخطاب إلى الجميع أيا من كان، فأنت ستكون إما بين العقل أو الجوارح، وكلاهما يحتمان عليك أمرا واحدا هو الالتزام في البيت وإتباع كل ما يمكن أن يحميك من هذا الفايروس.
فالمعرفة والحقيقة هي نِتاج العقل، وأي حقيقة ومعرفة توصل إليها العقل في ظل هذه الظروف أكثر من معرفتك بأن تحقيق الرقم صفر في عدد حالات الإصابة بمرض الكورونا لا يكون إلا بالالتزام داخل حجرات المنزل! فما تفكر فيه في قرارة نفسك هو صحيح، فالتسامح بين الشخص وذاته بتفكير سليم سيجعله يصدر قرارا يقوم بالعمل على تنفيذه، والآن الحاجة تستدعي وجود قرار بالالتزام من كل شخص.
وأما من ناحية العاطفة فهنالك كم كبير من المشاعر والأحاسيس التي تنبجس من كل شخص في ظل هذه الظروف، ليس لأنه مشهد يحتاج إلى تدخل العواطف فقط، وإنما لِما يحمله هذا المشهد من صورة للمفارقة القطبية للعاطفة المتمخضة بطبيعة الحال من عملية الالتزام وشكلها، من حيث الجدية والاستهتار الذي يرافقه في بعض الأحيان الهزل، فحال الشخص القابع في بيته والعاكف مع أولاده ليحمِ نفسه وغيره من الإصابة والعدوى، لا تتفق مع حال المتجول من غير سبب طارئ، و الذي يكون سببا في نقل المرض، وشتان ما بينهما.
وفي الختام أيها القارئ، إداركُكَ بكل تجرد أن عقلك أو جوارحك هما من يحاكمان إنسانيتك عندما تفكر بالخروج، سترى نفسك ملتزما، تشاهد إنبلاج الضوء.