وسط أزمة وباء كورونا وحالة القلق الذي سببه هذا الوباء بات يسود مشهد رفض بعض الاشخاص المشتبه بحملهم للفيروس اوالمصابين به للاعتراف بهذه الإصابة تحت بند إحدى القضايا الإجتماعية التي يعاني منها الكثير وهي ظاهرة العيب، هذه الظاهرة التي باتت أثارها السلبية تهدد الجهود المشتركة التي تبذلها الأجهزة المعنية في حربها ضد وباء الكورونا الذي هاجم بلدنا الحبيب والعالم أجمع.
الجميع يعي مقدار الألم النفسي والجسدي الذي يعاني منه المصاب ، وخاصة حجم الخوف من كلام الآخرين وخشية التعرض للتنمر كما هو مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل قلة من عديمي المسؤولية واللامباليين بما قد ينجم عن هذا التنمر من آثار نفسية وسيئة على الشخص المتنمر عليه وهو المصاب، علينا أن نكافح ظاهرة العيب وردود الفعل الغريبة اتجاه هذا المرض والسلوكيات المختلفة التي لاتحمل أدنى قدر من المسؤوليةكاستهتار بعض الأشخاص الحاملين للفيروس أو مشتبه بحملهم له بالتصريح والاعتراف لأسباب غير مقنعة رغم جهود كوادرنا الطبية بتسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بالفحص ،كل ذلك في سبيل السيطرة والحد من انتشار وباء الكورونا.
نحن الآن كمواطنين المسؤول الأول لانحسار هذا الوباء بالتزامنا في بيوتنا وعدم الخروج الا للضرورة القصوى. آن الآوان أن نعي وندرك خطورة فيروس كورونا وأننا لسنا محصنين ضده لكننا نمتلك خيار الحد من انتشاره، او الاعتراف بالاصابه به من أجل صحة أنفسنا وصحة من نحب، وعدم الاستهتار والوعي بأن المرض ليس عيبا وإلا سنعود الى المربع الأول في هذه الحرب مع العدو غير المرئي، إن سلاحنا هو إيماننا بالله اولا والالتزام بالتعليمات والاجراءات الصادرة من الاجهزة المعنية ثانيا. وأن لانضيع جهود جيشنا الحبيب وكوادرنا الطبية التي تعتبر خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الأزمة في ظل الإمكانيات البسيطة في بلدنا الحبيب.
لابد أن نضع عبارة "المرض ليس عيباً " نصب أعيننا وأن العيب الحقيقي هو الجهل والأنانية والإستهتار وشغل أجهزتنا الأمنية عن واجبها الرئيسي الآن، وعدم تقدير سعيهم الجبار كي تعود الطمأنينة إلى منازلنا وتعود الحياة لمجراها الطبيعي.
هذا هو الوقت المناسب لكي نترجم حبنا وانتمائنا للوطن ونرد له الجميل وان نتحدي كل الصعوبات التي تقف في طريقنا لحياة اجمل خالية من هذا الكابوس، وهذا هو الوقت لكي نتخلص من ثقافة العيب ونوحد صوتنا ونقول " المرض مش عيب "، بخلاف ذلك سيفتك بنا المرض أفرادا وجماعات وبصمت..
نسأل الله الشفاء لكل مصاب وحمى الله الوطن وقائد الوطن من كل شر وادام علينا نعمة الأمن والأمان