"هل استنزف فيروس كورونا طاقتنا الإيجابية؟"
قصي حمدان الجمال
10-04-2020 04:14 PM
إنا الأزمات بطبيعتها ضاغطة ومتعددة وتأتي فجاءة ومؤقتة وقد تؤثر على جميع الأصعدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فأن سيطرة الأزمة وتوسعها وعدم التعامل معها بخطط موضوعة مسبقة لإدارة مخاطرها ومحاكاتها عبر سيناريوهات متعددة حتماً ستتدمر كل مقومات الدولة ولكن الأهم أن يتم التعامل مع الأزمة بحرفية ومهنية عالية لجعلها عاصفة عابرة ولاستمرارية الحياة الطبيعية وعدم النظر اليها أنها نهاية الحياة، فتأثير الازمة وقوتها ومخاطرها يتحكم فيها عوامل مهمة هم (الإعلام الحكومة الشعب) فالإعلام له دور هام بإعطاء حجم الأزمة الحقيقي ومدى تأثيرها بدون مبالغة وبكل حيادية وبنفس الوقت تعمل على موازنة بين استمرارية الحياة بشكلها الطبيعي وآثر الازمة على طابع الحياة ويأتي بعدها دور الحكومة باتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة الأزمة واحتوائها بأقل الخسائر والتكاليف والجهد ومن ثم دور الشعب المحوري والمهم للتخفيف من أثر الأزمة بالانصياع الى التعليمات والتوجيهات الحكومية لكيفية التعامل مع الازمة وتداعيتها، وعند اعطاء كل جهة ما هو مطلوب منها بدون تداخل بينهما تسير الأمور على ما يرام ويتم تخطي الأزمة بكل استقرار وهدوء ولكن عند تداخل عمل الشعب مع الحكومة والإعلام عندها ستتفاقم الأزمة وقد تتحول إلى كارثة وتعطل الحياة اليومية ليس لأن الازمة كبيرة او لها أثر عميق ولكن بسبب عدم التعاون من قبل احد الأدوار الثلاثة بالشكل المطلوب.
و من الأمثلة الحيّة التي نستطيع أن نستشهد بها اليوم هي أزمة فيروس كورونا، إذ أصبحت أزمة تعاني منها اغلب دول العالم ولكل دولة كان لها إجراءاتها وطرقها للتعامل معها؛ فهناك دول احتوت الأزمة وتعاملت معها بكل حرفية ومهنية كالاردن، وهناك من استهان فيها وتحولت الأزمة عنده إلى كارثة. فبالنظر إلى دور الحكومات والإعلام والشعب في إدارة أزمة فيروس كورونا واحتوائها نجد أن الإعلام لعب دورا هاما جدا في هذه المرحله، فهناك إعلام حقيقي قدم الأخبار بكل مهنية بدون تهويل فاستطاعت الحكومات اخذ الاجراءات الفعالة المناسبة لإدارة الازمة والشعب حافظ على توازنه واستقراره النفسي و كان أثر الازمة عليه عابراً، بينما في المقابل كان هناك اعلام زائف غير مهني أثار الرعب والهلع واعطى اخبار كاذبة وغير حقيقية عن الأزمة مما جعل الحكومات تتخبط بالقرارات فأصبح الشعب مزاجه محبط ويائس من احتواء الازمة واصبح الخوف مسيطر على حياتهم.
فان استنزاف الطاقة الإيجابية للشعب وجعله في حالة خوف وقلق بسبب الاشاعات المتداولة بينهم والتركيز فقط على أخبار الأزمة وتداعياتها وترك الاخبار الإيجابية الأخرى قد ادخل اليأس والإحباط الى قلوبهن فهناك من مات من الخوف والقلق وليس من الفيروس فالخوف والقلق يدمران جهاز المناعة والفيروس بحاجة الى مناعة قوية لمقاومته فمن هنا يجب على الشعب ان يقوم بحياته الطبيعية وان يشحذ الهمم وبث الامل في النفوس بين افراد المجتمع فهناك الكثير في حياتنا ما هو مفرح ولدينا قصص نجاح يستحق ذكرها والأهم إستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي بما فيه فائدة وإضافة الى حياتنا لتكون مفعمة بالتفاؤل والنجاح وعدم تداول أخبار مسمومة ومغلوطة عن ازمة الفيروس وترك ألامر إلى الجهات الحكومية والتزام تعليماتها وتوجيهاتها فقط وممارسة الحياة الطبيعة داخل المنزل كظرف استثنائي عابر وعدم عيش أجواء الإحباط فازمة فيروس كورونا مؤقتة وعابرة مثلها مثل أي ازمة عبرت او حدثت عبر مئات السنين وهي ليست النهاية، فالحياة ستسمر بعدها وستعود أمور الحياة إلى طبيعيتها كما كانت وأن فترة تلافي الازمة بسرعة هي مسؤولية تقع على الشعب في الإلتزام في البيوت وأتباع التعليمات وعدم مخالفتها فالتعاون بكل عزيمة وإرادة سيجعلنا قادرين على تخطي الأزمات كلها وليس أزمة فيروس كورونا فحسب و يستدعي ذلك الوعي الكافي و السليم و عدم التصرف بتهور والإتيان بتصرفات غير مسؤولة كالتمرد على القانون او الاستهتار بالتوجيهات ،فالأمانة والحس الوطني يتجسدان ويظهران كافعال في الأزمات وليس كلام وشعارات،والحفاظ على الوطن واستقراره اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مسؤولية الجميع فيجب أن لا نبخل عليه وان نحافظ عليه .حفظ الله البلاد والعباد من الوباء والبلاء والفتن ما ظهر منها وما بطن.