كيف انتشر الكورونا في الأردن ؟
نهيل الشقران
10-04-2020 03:45 PM
منذ البداية كان يجب على وزارة الصحّة أن لا تكتفي بكتابة القادمين إلى المملكة ، عبر المنافذ الحدوديّة لتعهدات بالحجر المنزلي الطّوعي، لمدّة أربعة عشر يوما ً، لأنّه وبكلّ بساطة ٍ لا يستطيع معظم الناس أن يُسيطروا على أنفسهم، ويكبحوا جماح رغباتهم في الخروج والاختلاط.
لقد لاحظتم ولاحظنا أنّ بداية ظهور الإصابات، كانت ممّن قدموا إلى المملكة ولم يلتزموا بحجر أنفسهم المدّة المطلوبة، أو ممّن خالطوهم، ولذا كلّ يوم حين نستمع وإيّاكم للإيجاز الصحفي اليومي لمعالي وزير الصحّة، نسمع عبارة ( كانوا مخالطين لـ ..... )، وجلّهم عائلات.
وخير الأمثلة وأصعبها على النَّفس، ما حدث في عرس إربد، والذي تضاربت الرّوايات حوله، ولا زالت دولتنا الأردنيّة بكافّة إمكاناتها تعمل على احتواء تداعياته القاسية والمؤلمة، وأظنّها نجحت والحمد لله.
ثمّ جاءت قصّة الطبيب ( الرمثاوي ) الذي أعلم علم اليقين، أنّه حجر نفسه مدّة أربعة عشر يوما ً في منزله، ولم يُخالط أهله، ويُعتقد أنّ الفيروس قد انتقل إلى عائلته عن طريق صحون الطعام وملامستهم إيّاها. وليس له ولا لأهله ذنب ٌ في ذلك، فهم جميعا ً ملتزمون ومن عائلة ٍ يشهد لها القاصي والدّاني.
كلّ هذه القصص حدثت، ونرجو أن لا تتكرّر، لأنّه لم يتمّ فحص هؤلاء القادمين من الخارج يوم قدومهم ، حتّى أنّ أحد المحجور عليهم، ظهرت عليه أعراض المرض بعد سبعة عشر يوما ً، أي بعد خروجه من الحجر بثلاثة أيّام!!
لذا علينا أن نتعامل جميعا ً بحذر شديد، وحرص ٍ أشدّ مع هذا الوباء الخطير.