الحكومة باجهزتها المدنية والعسكرية والامنية وبكل ما اوتيت من قوة لن تستطيع حماية المجتمع في مثل هذه الظروف التي تواجه فيها قاتل بلا سلاح متجول بين المدن ،وهنا اتحدث عن اية دولة في هذا العالم الجريح المصاب بحالة من الهلع ما ادى الى ان ترقد اكبر القوى العظمى في السرير وحول المدن الكبرى الى مدن اشباح .



ونحن بالاردن وبالرغم من الجهود المضنية التي تبذلها مؤسسات الدولة بمختلف تخصصاتها وأن كنا تخطينا اولى مراحل الاحتواء فاننا لم نتخطى درجاته الاخرى ما يجعلنا عرضة للانزلاق نحو المجهول ، اذا لم نتنبه لخطورة الفايروس ونتفهم الاجراءات التي تقوم بها الحكومة .



اليومَ كل اركان الدولة مؤسسات وشعب كلنا مسؤول, فالإرشاداتُ الصادرةً عن الاجهزة المعنية وحدها لن تكون كافية بل ان الامر يتخطى ذلك الى المسؤولية الفردية لكل مواطن الذي يجب ان يمتلك صفةَ الوعي بالخطر الداهم وعليه ان يهتمُّ بحياة الناس فلا يتهاون او يستخفُ بالفايروس الذي ينتشر بسرعة قل نظيرها منذ فجر التاريخ بحسب ما يقول اهل الاختصاص ، فاي استخفاف او استهتار او لا مبالاة ستساهم في نشرالوباء .

ندرك ان في بعض الاجراءات التنفيذية والتي تقع مسؤوليتها على بعض الوزراء والوزارات الذين بأعتقادنا قصروا خاصة وزارة التنمية الاجتماعية و صندوق المعونة الوطنية ووزارة الصناعة والتجارة من خلال انفلات الاسعار وعدم السيطرة على تلاعب بعض التجار الجشعين بالاسعار وعدم وجود سياسة للتعامل مع المصانع والشركات وعدم وجود دعم مالي فوري للمواطنين كما فعلت كل دول العالم ، لكن ايضا علينا ان نشاهد الطرف الاخر من عملية المواجهة حيث نجحت وزارات ووزراء وابدعوا ما جعل موضوع التقصير نسبي بالرغم من اهمية انعكاسه على حياة المواطن .

إنّنا كمواطنين علينا واجب حماية الأهل وحمايةً البلد من خلال الوقايةِ والالتزام بالحجر او "الحجز المنزلي اختياريا ".. لأننا جميعًا تحتَ خطر واحد ،فعدوُّنا وعدو العالَم قاتل متجول يقف عند كل باب يجد من خلاله منفذ يستطيع الدخول منه،" فكورونا" يَنتظرُ على عَتباتِ المنازل ولأنّ الدولةَ لا تستطيعُ وحدها مواجهة الوباء علينا حماية انفسنا وحمايةُ الوطن من هذا الوباء الذي قطع انفاس دول عظمى وطرحها بفراش من مرض يصعب السيطرة عليه لغاية الان ،فهل نتعض ونتحمل حتى وان كانت الكلفةعلينا كبيرة ولكنها تبقى اقل من كلفة انتشار الوباء .