في الوقت الذي تستبسل فيه الدولة الأردنية مواصلة كفاحها ضد الجائحة المقيتة، يتصدر أبطال القوات المسلحة الباسلة والكوادر الطبية المؤهلة المشهد الوطني وبكل جدارة وإستحقاق.
ويحدث في ذات الوقت أن يطالعنا بين الفينة والأخرى كاتبٌ من هنا وناقد من هناك معلقين على مجرى الأحداث وجليل تبعاتها. البعض منشغل بواقع الأزمة السياسي، وغيرهم منشغل بواقعها الإقتصادي، وغيرهم بواقعها الأمني أو الإجتماعي أو الفلسفي...الخ. أما إطلالتنا هذه فهي حصراً لتقديم شهادة مُستحَقة بحق جامعة اليرموك الأبية وأدائها المتميز في ظل الظروف الراهنة.
فبالرغم من ضبابية المشهد المارق وصعوبة التعامل معه، سعت اليرموك -التي أتشرف لكوني أحد أبناءها وحراسها- لمعالجة شؤونها بنفسها مُحاولة ما أمكن أن لا تُثقل كاهل الحكومة المنشغلة أصلاً بأي أعباء مادية أو نفسية أو إدارية تُذكر. منذ الوهلة الأولى وقرار الحكومة الرشيدة بتعطيل الجامعات والإنتقال للتعليم الإلكتروني، سارع رئيس الجامعة الأكرم الأستاذ الدكتور زيدان كفافي وطاقم الرئاسة الموقر بتشكيل ما يلزم من لجان وإصدار ما هو ضروري من تعليمات لإنفاذ جميع القرارات الحكومية المتعلقة بمواجهة جائحة كورونا والإنتقال للتعليم عن بعد. وقد نجحت الجامعة في مسعاها وإستطاعت أن تتدبر جميع أمورها وتتابع أحوال طلبتها وموظفيها وأساتذتها ومن غير إرباك.
فعلى سبيل المثال –لا الحصر، بادرت جامعة اليرموك بحوسبة مساقاتها وتوفير البرمجيات وقواعد البيانات الضرورية لمتابعة العملية التعليمية والبحثية عن بعد. كما وعقدت ما يلزم من إجتماعات من خلال وسائط الإتصال المرئي والمسموع لمتابعة شؤون مبتعثيها في الخارج وشؤون أساتذتها مراعية جميع التعليمات واللوائح الجامعية. في بداية هذا الإسبوع مثلا، انعقد مجلس عمداء الجامعة عن بعد برئاسة الأستاذ الدكتور زيدان كفافي وناقش الكثير من قضايا الطلبة والأساتذة وخرج ببعض التوصيات الضرورية لتعزيز المسيرة الجامعية الميمونة في زمن كورونا وما بعده. وحدث أن كان من بين تلك القرارات الرصينة ترقية زميلنا العزيز الأستاذ الدكتور عزام العنانزة من كلية الإعلام إلى رتبة أستاذ دكتور، وهي ترقية مُستحقة لأحد أباطرة الفكر الإعلامي وفلسفته في الشرق الأوسط.
وإذ نبارك لأستاذنا بترقيته ونشاركه فرحته الكبرى، فإننا نؤكد هنا أن مثل هذه الترقية من أجمل ذكرياتنا اليرموكية في زمن كورونا. إنها شاهد عيان على قدرة الجامعة ورئيسها وكل كوادرها على تحقيق عظيم الإنجازات في أحلك الظروف. فلرئيس الجامعة الحكيم شكرنا الموصول على مهنيته العالية وإصراره المحمود على قيادة جامعتنا الحبيبة لمرساها الآمن في هذا الإعصار اللجي، ولصديقنا مرة أخرى أطيب التبريكات.
حمى الله الأردن قيادةً وشعباً، وحمى اليرموك عالية في سماء العلم والمعرفة.