باراك اوباما .. مسيرة عام تخللها "صلحة عشائرية" على الطريقة الاردنية
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
20-01-2010 01:20 AM
عمون، مشيغن – وليم سلايطة - في العشرين من شهر كانون الثاني عام الفين وتسعة اقسم باراك اوباما اليمين الدستوري واصبح الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الاميركية. وبعد يومين فقط من دخوله البيت الابيض اصدر اوباما قرارا باغلاق معتقل "غوانتانامو"، ومنع ممارسات وكالة المخابرات المركزية الاميركية "CIA" واساليبها غير المسؤولة اثناء التحقيق مع المتهمين بالارهاب. وخلال الاشهر الاثني عشر الماضية اتخذ الرئيس باراك اوباما العديد من القرارات الهامة كان من بينها:
في السابع عشر من شباط عام الفين وتسعة: وقع مشروع قانون منح بموجبه مبلغ 787 مليار دولار لانعاش الاقتصاد الاميركي، كما وافق في نفس اليوم على ارسال سبعة عشر الف جندي اضافي الى افغانستان.
التاسع من آذار: ابطل الحظر الذي فرضته ادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش طيلة ثماني سنوات على الدعم المالي الحكومي للبحوث والتجارب باستخدام الخلايا الجذعية "Stem Cell".
الثلاثون من آذار: اكد السيطرة الحكومية على شركات صناعة السيارات الاميركية.
السادس والعشرين من ايار: رشح صونيا سوتوماير لعضوية محكمة العدل العليا الاميركية، لتصبح اول امرأة اميركية من اصل اسباني تحتل هذا المنصب.
الرابع من حزيران: اعلن في خطاب جامع له في جامعة القاهرة في مصر ان الولايات المتحدة الاميركية ليست في حرب مع الاسلام.
الثلاثون من تموز: عقد صلحا، بدا وكأنه "صلح عشائري" على الطريقة الاردنية، توسط خلالها لاصلاح ذات البين بين اميركي اسود وهو برفسور في جامعة هارفرد تعرض للاهانة من قبل رجل امن اميركي ابيض، دب الخلاف بينهما لاسباب عشائرية اميركية "ابيض واسود". كان الفرق الوحيد بين صلحة اوباما والعطوة العشائرية الاردنية هو استبدال القهوة السادة بالبيرة المثلجة... وحل الوئام محل الخصام.
التاسع من ايلول: القى خطابا حماسيا في الكونغرس حث فيه على تبني اصلاحات جذرية لنظام الرعاية الصحية الاميركية.
التاسع من تشرين اول: حصل اوباما على جائزة نوبل للسلام.
الاول من كانون اول: اصدر امرا بارسال ثلاثين الف جندي اميركي الى افغانستان.
السادس والعشرون من كانون اول: بعد ثلاثة ايام من المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب اميركية فوق مطار ديترويت الدولي، تعهد اوباما للحفاظ على سلامة وامن الولايات المتحدة.
في العام الماضي وصلت قيمة العجز في الميزانية الاميركية نحو تريلون وسبعة مليارات دولار، اي ماشكل اثني عشر في المئة من الناتج الاجمالي المحلي الاميركي. وهذا العام وصل العجز الى ترليون ومليار دولار وهو مايعتبره الخبراء الاقتصاديون اكبر عجز في ميزانية اميركا منذ الحرب العالمية الثانية.
بعد اقل من ثلاثين يوما على دخوله البيت الابيض كان اوباما يتمتع بشعبية قل نظيرها خاصة في اوساط الشبيبة الاميركيين. كما انه تمتع بشعبية عالمية لم ينلها رئيس اميركي آخر منذ ستينيات القرن الماضي. وقد وصلت معدلات موافقة الاميركيين على اداء الرئيس باراك اوباما اربعة وستين في المئة في الشهرالاول لاحتلاله البيت الابيض، واخذت هذه النسبة في الصعود حتى وصلت الى ستة وستين في المئة، غير انها بدأت تتراجع في شهر ايار من العام الماضي حين وصلت ثمانية وخمسين في المئة واستمرت في التراجع حتى نهاية شهر كانون اول الماضي حين تدنت الى تسعة واربعين في المئة. في المقابل وصلت نسبة المعارضين لسياسته وادائه العام في الوقت الحاضر الى ستة واربعين في المئة بعد ان كانت في ادنى مستوياتها في شهر كانون ثاني من العام الماضي حين كانت اقل من خمسة وعشرين في المئة.
اثناء حملته الانتخابية، وبعد نجاحه تعهد باراك اوباما بتحقيق نحو خمسمئة وعد للمواطنين الاميركيين لم يستطع في سنته الرئاسية الاولى تحقيق الا القليل منها لكنه استطاع تحقيق انجازين هامين الاول تمثل في اعادة بعض من الهيبة لمنزلة وسمعة الولايات المتحدة الاميركية حول العالم، وهذا ماجعله مؤهلا للحصول على جائزة نوبل للسلام التي نالها في التاسع من تشرين اول الماضي. اما الانجاز الثاني تمثل في نجاحه الساحق في خلق شعور من التفاؤل والطمأنينة في اوساط الاميركيين السود الذين يشكلون اكثر من اثني عشر في المئة من سكان الولايات المتحدة اغلبيتهم كانوا يعيشون "قبل اوباما رئيسا" باجسادهم فقط في الولايات الاميركية وكان ارتباطهم وانتمائهم لهذه الدولة يتراجعان عاما بعد عام حتى تحقق الحلم الذي كانوا يعتبرونه مستحيلا.
انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة الاميركية عزز الانتماء عند الاميركيين السود، كما انه احيا الحلم الاميركي في عقول وافئدة الاميركيين المحبطين الاخرين.
Williams@myacc.org