تمتد الأزمة العالمية لتشمل تقريباً كل مناحي الحياة في العالم. وعلى أبواب أحد الشعانين (الأحد المقبل بحسب التوقيت الشرقي) تم الاعلان عن إلغاء الاحتفالات الشعبية في كل من الفاتيكان والقدس الشريف: الفاتيكان لكونها الحاضرة الحاضنة لإدارة الكنيسة في العالم برئاسة الحبر الأعظم خليفة القديس بطرس، والقدس لكونها الأرض التي جرت عليها أحداث الشعانين والآلام والقيامة.
أمام الأعداد الألفية من المصابين شفاهم الله، ومن الشهداء رحمهم الله، لا يستطيع الانسان إلا أن يسلّم أمره إلى الله الرحمن الرحيم، وأن يضاعف الصلاة البيتية والقلبية من أجل أن يزيل الرب هذه المحنة المؤلمة، وهي من أصعب اللحظات في تاريخ البشرية، او كما قال امين عام الامم المتحدة: انها أسوأ أزمة من بعد الحرب العالمية الثانية.
وتدرك الكنيسة برجالها ورهبانها ومؤمنيها، بأن سلامة الانسان وصحته وكرامته هي أساسية في التعامل مع الانسان، وليس للمرء إلا أن يصلي إلى الرحيم ويقول له في هذه الأيام "ارحمنا برحمتك".
اما العيد هذا العام: من يوم الشعانين إلى الفصح، فهو مناسبة غالية لتعميق الإيمان بالرب الذي هو مسيّر الكون وسيد التاريخ. وليس الشرّ من يدي الله، ولكنه يسمح من وقت لآخر بامتحان المؤمنين، وهذا الامتحان هو للجميع بدون أي استثناء.
ويكون العيد بالصلاة البيتية التي لربما أفقدتنا الأيام معناها، فجاء "الاغلاق" الخارجي بمثابة "الانفتاح" في داخل القلوب، وخلف جدران البيوت العامرة في هذه الأيام بالدعاء إلى الله ليريح الانسانية جمعاء بدون استثناء أحد.
وفي هذا الوقت ينهي المسيحيون في العالم زمن الصوم، و هو بالطبع زمن التضامن الانساني بامتياز، والمشاركة بالخيرات من خلال التفكير بالآخر الفقير والمعوز. وفي الأردن قامت جمعية الكاريتاس الأردنية الخيرية، وهي ذراع المحبة الاجتماعي للكنيسة، بالتعاون مع مكتب الرجاء الخيري أيضا بتوزيع ألوف الطرود والمواد الغذائية على مستحقيها ممّن أرهقتهم الأيام الحاضرة، فيما تكمل العيادات عملها وتوزيع الدواء في البيوت.
الشعانين إذاً في هذا العام، اختلاف في الطقوس، لكن الجوهر واحد: وهو التفكير بالأبعاد الروحية للمناسبة والطلب الى الرب من أجل الشفاء العالمي، والتفكير بالآخر الأكثر عوزاً وحاجة.
كل شعانين وأنتم بخير
Abouna.org@gmail.com