شارَفَت الساعة على السادِسة مَساءْ
و صوتُ صافرات الإنذارِ يَدُبُّ في الأرجاءْ
يدُبُّ الهَمَّ في النّفْسْ
و العيونُ تتلألئُ بالدّمعْ
ما بالُك يا وَطَني هل تَشتَكي الجَرْح؟
أم أنَّ الجَرحَ في صَدرِي
يدُبُّ كلّما سَمِعَت أُذُنِي
"صلو في بيوتكم"
ما بال المساجد تُغلق أبوابها؟
و القلبُ يوم الجُمعة غابَنه الألم
ما بالُكِ يا عمّانَ خاليةً؟
هل تَغفِرينَ لي تَذمُّري من ازدحامِك؟
ما بالُ الحُصْنَ قَد بَعُدَت عَنّي؟
و الغُربة تُوجِعُ القلب في وطني
و ما أجملها من غُربَة
فالحُصْنُ بيتي لو جارَت علَيّ كُلّ بِقاع الأرض
و عمّان تَحضُنني وَقت الاشتِياق
و الوَضْعُ الراهن يَقتُلني
أرجوكَ يا وطني تعافى
هل يَقدِر المَرْء على تَدَهوُر أُمّهِ
فأنتَ أُمّي
ذاك اليوم كُنتُ باستِضافَة (شَلَبي)
مُغتربٌ مِصرُي يَعملُ في أقدَمِ مقاهي أُمّي عمّان
ذاك اليوم كُنتُ في إربدَ العِزّ في مَقهى الكمال
ذاك اليوم نِمتُ فَرِحا بَعدَ لِقاء الأصدقاء
تارّةً في الحُصْن وتارّةً في عمّان
ذاك اليوم قريباً في لُطف رَبّي ورحمتِه
فاللهم ارفع عنا البلاء