الدور التركي الجديد في المنطقةد. هايل ودعان الدعجة
19-01-2010 06:02 AM
يبدو ان تركيا اخذت تتعمد تخفيض مستوى علاقاتها مع الجانب الاسرائيلي الى الحدود الدنيا ، اتساقا مع التوجه التركي الجديد بالعودة الى المحيط الاقليمي واعادة الاهتمام بالجوار الجغرافي تنفيذا لنظرية العمق الاستراتيجي التي اكدت على مبدأ المشاركة الفاعلة لتركيا في المناطق الواقعة ضمن مجالها الحيوي . خاصة ان مسألة انضمامها الى عضوية الاتحاد الاوروبي لم تعد من اولويات قيادتها السياسية ، التي ادركت عدم وجود رغبة او جدية من قبل معظم دول الاتحاد بهذه المسألة . وذلك بعد ان ظهرت اصوات اوروبية تطالب بطرح الشراكة المميزة مع تركيا بدلا من العضوية الكاملة ، ربما لانها لا تريد اغلاق الباب نهائيا بغية الاستفادة اكثر ما يمكن من العوائد التي يمكن ان توفرها علاقاتها الايجابية مع تركيا ، بما يمكنها من لعب دور فاعل ومؤثر في الساحة الدولية في ظل الوضع الجيوسياسي الذي تحتله تركيا والذي يجعل منها همزة وصل بين القارات والحضارات ، وبوابة الدخول الى منطقة الشرق الاوسط ما يجعلها قريبة من الاحداث التي تشهدها هذه المنطقة بشكل يضمن لها فرض حضورها وترك بصمتها اتساقا مع الدور الذي تطمح له . وبما ان تركيا تعي ابعاد المماطلة والمراوغة من مسألة انضمامها الى المنظومة الاوروبية ، فقد بدأت تفكر باستثمار الامور وتوظيفها بما يخدم مصالحها القومية الحيوية ويعزز من حضورها الاقليمي من خلال انتهاج سياسة خارجية جديدة قوامها الانفتاح على جيرانها ، الامر الذي من شأنه تأكيد دورها كلاعب مهم ومؤثر في منطقة الشرق الاوسط بصورة قد تعزز قناعات الاتحاد الاوروبي بانه لا يستطيع لعب دور في المنطقة الا من خلالها ، وبطريقة قد تقنعه باهمية انضمامها الى عضويته . دون ان نستبعد احتمال ان يكون هدف السياسة التركية الجديدة والتغير في لهجة الخطاب التركي ابتزاز دول الاتحاد على موقفها الغامض . واستغلال التغير الحاصل في موازين القوى في الشرق الاوسط في ظل التراجع او الارباك الذي اصاب السياسة الاميركية في اعقاب انزلاقها في مستنقعات العراق وافغانستان بشكل اثر سلبا في سياساتها ومصالحها . لا بل احدث فراغا جعل دولة اقليمية كتركيا تفكر بتعبئته . وهو ما اتضح في المواقف والسياسات التركية في المنطقة والتي اثارت حيرة الغرب ، وتمثل ذلك في العلاقات والاتصالات التركية مع ايران وسوريا والعراق وحتى الباكستان . ما يؤكد ان تركيا اختارت منطقة الشرق الاوسط وتحديدا المنطقة العربية للاعلان عن سياستها الجديدة وتعويض ( اخفاقها ) دخول عضوية المنظومة الاوروبية باقامة تحالفات ومحاور اقليمية بديلة خاصة مع ايران ، مستغلة تراجع او غياب الدور العربي في المنطقة التي باتت مستباحة من العديد من الاطراف الاقليمية ( والدولية ) كأيران واسرائيل ( وتركيا نفسها ). وهو ما يفسر ربما الموقف التركي الحازم من الحرب الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ، التي شهدت بدايات التوتر في العلاقات التركية الاسرائيلية .
|
تحليل اكثر من رائع ينم عن متابعة علمية لما يجري في المنطقة
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة