هكذا تنشئين طفلا أنانيا ومضطربا دون أن تشعري
07-04-2020 09:23 PM
عمون - هل أنت من الأمهات اللاتي يقفن فوق أكتاف أبنائهن أثناء قيامهم بالواجبات المدرسية؟ هل تقضين جزءا كبيرا من يومك مهووسة بنجاحهم وتفوقهم؟ هل أنت مشغولة دائما بفكرة إن كانوا سينجحون في الالتحاق بالكلية التي تحلمين بها لهم؟
هل تهتمين اهتماما كبيرا بأن يكون أبناؤك هم الأفضل، ورغم ذلك تشعرين بعدم مبالاتهم، وعلى الرغم من عدم تقصيرك في شيء، فإن أداءهم أقل من توقعاتك دائما، فتشعرين أن مجهودك يذهب سُدى؟
ربما يكمن السبب في أن الآباء ممن يحفزون أطفالهم ليكونوا متميزين من جميع النواحي، كثيرا ما ينتهي الحال بأبنائهم ضحايا بدلا من تحقيق النجاح.
خيط رفيع
تقول المؤلفة جولييت فاي، في مقال لها بعنوان "ضغط الآباء.. الخط الرفيع بين الاهتمام والاهتمام المفرط" على موقع "هاف بوست": إن الآباء يريدون الأفضل لأطفالهم. يحلمون في كثير من الأحيان بالتحاق أطفالهم بأفضل الجامعات، ثم الحصول على وظيفة محترمة في المجتمع الحديث، إنهم يعملون ويكسبون حتى يتمكنوا من رعاية أطفالهم. إلا أن هناك خطا رفيعا بين الرعاية والاهتمام أكثر من اللازم. حيث يؤدي الضغط الأبوي إلى أسوأ السيناريوهات".
وتوضح الكاتبة أنه عندما يكون الطلاب مثقلين بتوقعات آبائهم العالية، فقد يسجلون درجات عالية ليجعلوا والديهم فخورين، ولكن ماذا يحدث عندما يتم سحقهم بتوقعات أعلى من إمكانياتهم؟ يمكن أن يكون الحرمان من النوم واضطرابات الأكل والقلق المفرط والغش والإرهاق وفقدان الاهتمام بالهوايات والتخلي عن الأصدقاء والعائلة من بين عواقب ذلك، وهذا سيجلب لهم خيبة الأمل، وسيؤدي إلى تدني احترام الذات.
كما أن السيطرة النفسية التي تجري من خلال عدم السماح للأطفال باتخاذ قراراتهم الخاصة، وتعزيز الاعتماد على أحد الوالدين أو كليهما، تحد من استقلال الطفل، وتتركه أقل قدرة على تنظيم سلوكه.
الاهتمام المفرط
من جانب آخر، قد يضر الاهتمام المفرط بالأبناء في المجتمع نفسه، وهو ما يوضحه الكاتب ويل هاتون، مدير كلية هيرتفورد بأكسفورد، في مقال له بغارديان البريطانية، قائلا "أصبح الآباء اليوم مهووسين بأطفالهم، يشترون لهم بلا هوادة كل ميزة ممكنة. يجب عدم تمكين الأطفال، من خلال منعهم من الوصول إلى كل ما لديك، هذا سيتعارض مع غرائزنا العميقة كآباء، فنحن نريد تقديم كل ما لدينا لأطفالنا، ولكن في مرحلة ما سيصبح هذا التمكين مدمرا لهم وللمجتمع، يجب أن نساعد الأطفال على الوقوف على قدميهم، لا أن نتحكم في كل شيء بأنفسنا".
كما تقول الكاتبة ساندي شوارتز، المهتمة بشؤون الأبوة والأمومة، في مقال لها على موقع جوتمان "كلنا نريد أن نحب أطفالنا قدر الإمكان ونحميهم من الأخطار في مجتمعنا. نحن نعيش في عالم يتزايد فيه التنافس، ونريد أن نقدم لأطفالنا كل ميزة ممكنة. ولكن إذا أفرطنا في تربية الأبناء وخنقناهم، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية".
في عام 2010، وجدت دراسة أجراها الباحث نيل مونتجومري، وهو عالم نفس في كلية كين الحكومية في نيو هامبشاير الأميركية، أن الآباء الذين يعانون من فرط الحماية قد يكون لهم تأثير دائم على شخصية طفلهم من خلال إطالة فترة الطفولة والمراهقة.
وكشفت الدراسة أيضا أن الطلاب الذين لديهم آباء يفرطون في الاهتمام يميلون إلى أن يكونوا أقل انفتاحا على الأفكار والإجراءات الجديدة، وأقل اعتمادا على النفس.
دراسة أخرى أجريت عام 2016 قامت بتقييم الاستبيانات حول الأبوة والأمومة التي أكملها 377 طالبا جامعيا، وكانت البيانات المطلوبة تتصل بمدى تدخل والديهم في حياتهم. أظهرت النتائج أن تربية الأبناء من خلال الاهتمام الزائد يضعف الأداء العاطفي والأكاديمي وصنع القرار.
دعوهم يكتشفون
على النقيض مما سبق، تقول الأخصائية الاجتماعية والمعالجة النفسية إيلي هيلمان، في مقال على موقع سيكولوجي توداي، إذا سمحنا لأطفالنا بفعل الأشياء بطريقتهم الخاصة، فإنهم سيطورون الاستقلال ويشعرون بالرضا عن أنفسهم.
يحتاج الأطفال إلى اختبار الأفكار، وارتكاب الأخطاء والتعلم منها. لذا، طالما أنه لا يوجد خطر عليهم، دعهم يكتشفون ذلك.
وتقدم شوارتز الوصفات التالية في نهج الأبوة والأمومة بعد أن علمنا أن المبالغة في الاهتمام تؤدي فقط إلى المزيد من المشاكل لأطفالنا:
ادعمي نمو أطفالك واستقلالهم من خلال الاستماع إليهم، وليس تكبيلهم برغباتك المتجددة.
امتنعي عن عمل كل شيء لأطفالك (وهذا يشمل الواجبات المنزلية). اتخذي خطوات لتعليمهم تدريجيا كيفية إنجاز المهام بأنفسهم.
لا تحاولي مساعدة أطفالك على الهروب من عواقب أفعالهم إلا إذا كنت تعتقدين أن هذه العواقب غير عادلة.
لا تربي طفلك ليتوقع معاملته بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين.
شجعي أطفالك على حل مشاكلهم بطلب إيجاد حلول إبداعية.
فهم نقاط الضعف والقوة لدى أطفالك وقبولها، ومساعدتهم على استخدام نقاط قوتهم لتحقيق أهدافهم الخاصة.
غالبا ما تأتي الدوافع لإشراك أنفسنا في حياة أطفالنا من الشعور بالواجب والحب غير المشروط. يمكننا تسخير تلك الرغبات لتقديم أقصى ما نستطيع لأطفالنا من خلال مقاومة الأمومة الزائدة التي قد تؤدي إلى نتائج سيئة في مرحلة البلوغ.(وكالات)