الدول الناميه الغارقه في الديون
سعيد العبسي
18-01-2010 07:21 PM
تقارير عديده ومن مصادر مختلفه تؤكد ان الدول التي اصطلح على تسميتها بالدول الناميه غارقه بالديون الداخليه والخارجيه وبانها ستبقى رهينه لتلك الديون وفوائدها لعده سنوات بل لعدة اجيال قادمه دون القدره على التخلص من كابوس هذه الديون وفوائدها المركبه والمتصاعده سنه بعد اخرى بحيث اصبحت كالدوامه التي تزداد تعمقا كلما مرت الايام وهكذا
وبطبيعة الحال هناك بعض الدول قد استغلت ما اضطرت الى استدانته بشكل ايجابي وفاعل في عجله تنميتها مما عاد عليها بالنفع والخير وخططت بشكل جيد ومقبول الى تسديد ديونها بشكل طبيعي وبدون ايه سلبيات او تاثيرات كبيره عليها ولهذا نجد من يدافع بحراره متناهيه عن ايجابيات هذه الديون وفي انه تم استخدامها في مشاريع منتجه وفي انه تم صرفها لمشاريع البنى التحتيه الضروريه ويعطون جمله من المبررات التي لا حصر لها للدفاع عن العوائد الاقتصاديه لتلك الديون وايجابياتها
ولكن هناك من يرى ان الكثير من تلك الديون وفوائدها الضخمه بحاجه الى التدقيق والمراقبه والمسائله في الكيفيه التى تم استخدام هذه الاموال فيها وذلك من على قاعده الشفافيه والافصاح الذي يطالب بها الجميع وذلك لان هذا الحجم الضخم من الديون وفوائدها يثير علامات استفهام وتساؤلات عديده وعلى راسها هل كانت هذه الديون ضروره ضاغطه بحيث لم يكن من خيار اخر ومن ثم اين تم استخدام هذ الديون وماهي النتائج الاقتصاديه وجدواها على اقتصاديات بعض الدول وماهي العوائد الاقتصاديه والاجتماعيه التي عادت على هذه البلدان وشعوبها وفي اي الاتجاهات تم صرفها وهنا تصعب وتتعدد الاجابات الموضوعيه والمحايده
ومما لاشك في انه كان لبعض تلك الديون وبخاصه فوائدها الباهظه اثار جسيمه تحملها المواطنون في بعض الدول على شكل ضرائب ورسوم شتى حتى لم يعد الانسان قادر على تعداد او تذكر مسمياتها وذلك بهدف تامين دفع فوائد تلك الديون واقساطها وهذا بكل تاكيد انعكس بشكل سلبي على قدره المواطنين الشرائيه وعلى تدني مستوى معيشتهم وامتد ت باثارها السلبيه على مختلف مناحي الحياه للعديد من الاسر وحرمتهم من العديد من متطلبات الحياه التي كانوا يرغبون بها بل واكثر ان تلك الديون وفوائدها ستورث الى عدة اجيال قادمه دون ان يكون لها اي راي في هذه الديون وتبعاتها
والموضوع الاخر ان فوائد هذه الديون قد حصدت كميات هائله من ثروات وخيرات بعض البلدان المدينه بفضل نسب الفوائد الهائله والحاجه الملحه لبعض الدول لتسيير الامور بغض النظر عن قيمه هذه الفوائد المركبه والمتصاعده وحتى تلتزم تلك الدول بوعودها ومصداقيتها في تسديد التزاماتها في المواعيد المحدده وذلك بهدف التمكن المستقبلي من الاقتراض مرات ومرات اخرى وحتى لاتضعها الجهات الدائنه في خانه البلاك ليست .
ومن جانب اخر يشير المتابعون لهذه المساله بان هناك استغلال بشع لحاجات بعض الدول التي تطلب المساعده للاقتراض من الجهات الدائنه التي تفرض شروطها ولذا فان هذه الدول لا تجد مفرا من القبول بهذه الشروط المجحفه ويبدوا في كثير من الحالات هي الخيار الاسهل لها لقضاء حاجاتها ومما لاشك ايضا ان لتلك الديون والواقفين ورائها من الدول ذات النفوذ في كثير من الاحيان اهداف لفرض سياسات معينه وفي بعض الظروف الاخرى تستخدم قضيه الديون كقضيه ابتزاز ومقايضه لاتباع سياسات بذاتها او فرض املاءات معينه
ان التخلص من تلك الديون والحد من ظاهره الاستدانه الغير مبرره واعفاء الاجيال الحاضره والقادمه من الاثار السلبيه لها يتطلب الامر الاعتماد على الذات وذلك من خلال الاعتماد على خيرات اوطان تلك الدول المتوافره وادارتها بكفائه فيما يؤول بالخير على شعوبها وكذلك بالاعتماد على مبدأ الشفافيه والمحاسبه والمراقبه وكذلك وقف الهدر الغير مبرر واخيرا وقبل كل شيئ محاسبه الفاسدين والمفسدين والتخلص منهم
.salabsi@yahoo.com