شهدت علاقات الأردن مع منظمة التحرير الفلسطينية حالة من التباعد خلال السنوات الست التي تلت أحداث أيلول عام 1970 ، ولكن بعد إخفاق مؤتمر جنيف للسلام وصل إلى عمان وفد من المنظمة برئاسة خالد الفاهوم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، وأجرى محادثات مع المسؤولين الأردنيين خلال الفترة من 22- 23 شباط 1977وقد رأس الجانب الأردني السيد مضر بدران رئيس الوزراء ،
أسفرت المحادثات عن ضرورة التنسيق بين الطرفين وإدخال المنظمة في محادثات الدورة الثانية من مؤتمر جنيف وقد التقى الملك الحسين مع ياسر عرفات في القاهرة في آذار 1977 لهذه الغاية . وقد التقى الطرفان في المفرق يوم 22 أيلول 1978 عندما جاء الرئيس معمر القذافي ومعه ياسر عرفات إلى الأردن واجتمعا بالملك الحسين.
وبعد انتهاء مؤتمر قمة بغداد بعد اتفاقيتي كامب ديفيد وصل إلى عمان وفد من المنظمة يضم خالد الفاهوم وخالد الحسن ومحمود عباس وزهير محسن اجروا محادثات في عمان استمرت أربعة أيام من 25-28 تشرين الثاني 1978 اجتمعوا خلالها مع الجانب الأردني المكون من مضر بدران ود.عبد السلام المجالي وعدنان أبو عودة وحسن إبراهيم وسليمان عرار وشوكت محمود وصدر بيان يؤكد سيادة الدولة الأردنية على أراضيها وشعبها واستقلالية العمل الفلسطيني .
وفي كانون الأول 1978جاء إلى عمان حامد أبو ستة ممثلا للمنظمة للحصول على دعم الأردن في دعم صمود الأهل في الأراضي المحتلة .
وفي 17 آذار 1979 جاء ياسر عرفات إلى عمان واستقبله المسؤولون الأردنيون في الرمثا ثم أجرى محادثات في المفرق مع الملك الحسين للتباحث حول قرب توقيع السادات على معاهدة الصلح مع إسرائيل ، وتم الاتفاق على فتح مكتب لمنظمة التحرير في عمان يرأسه العميد عبد الرزاق اليحيى وعمد الأردن لإطلاق سراح المعتقلين الفدائيين في السجون الأردنية .
وفي عام 1979 قام عدنان أبو عودة ومحمود عباس بجمع تبرعات من الدول العربية لمساندة عرب الأرض المحتلة .
وفي 21 آب 1979 زار عرفات الأردن والتقى بجلالة الحسين في المفرق ، كما زار عرفات الأردن في كانون أول 1979 .
وقد اختلفت المنظمة مع ليبيا في كانون أول 4979 بعد أن لم تتمكن المنظمة من إرضاء العقيد القذافي الذي كان يريد للمنظمة أن تستمر في الطريق الثوري بينما قال عرفات إن القذافي يريد فرض وصايته على المنظمة ، وحاصرت السلطات الليبية مكاتب المنظمة في طرابلس ، وفي كانون الثاني 1980 قطعت ليبيا علاقاتها مع منظمة التحرير . فمالت المنظمة تجاه سورية ، في حين تدهورت العلاقات الأردنية السورية بعد نشوب الحرب بين العراق وإيران في أيلول 1980 ، بسبب تباين موقف الدولتين من الحرب . ولم تشترك سورية في قمة عمان في تشرين الثاني 1980 وكذلك فعلت المنظمة . وفي عام 1981 ازدادت علاقات الأردن مع سورية توترا إلى الحد الذي جعل الدولتين تحشدان قواتهما قبالة الحدود .
وفي عام 1982 اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان وسيطرت على الجنوب ووصلت إلى ضواحي بيروت للقضاء على الفدائيين الفلسطينيين ، وتراجعت القوات السورية في سهل البقاع ، وبعد لن كادت القوات الإسرائيلية أن تحكم حصارها على بيروت وتحتلها رأت المنظمة أن تنسحب قواتها من بيروت ، وفق اتفاق فلسطيني إسرائيلي بإشراف السفير الأميركي في لبنان فيليب حبيب ، فانسحب في أواخر آب 1982 12 ألف مقاتل فلسطيني و2700 من القوات السورية ، وجاء الانسحاب بعد مقاومة باسلة استمرت 70 يوما ، وقد أشرفت الأمم المتحدة على انسحاب الفدائيين.
وفي 14 أيلول 1982 اغتيل الرئيس اللبناني بشير الجميل ، وفي اليوم التالي دخلت القوات الإسرائيلية بيروت ، واجتاحت قوات الكتائب مخيمي صبرا وشاتيلا في ضواحي بيروت وحدثت مجزرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا .
وبعد انسحاب الفدائيين من لبنان اضطرت المنظمة أن توزع قواتها بين الدول العربية ، أما قيادة المنظمة فقد اتجهت إلى تونس بعد أن رتب الأميركيون مع الحكومة التونسية إقامة قيادة المنظمة في تونس . وقد أبدى الأردن تعاطفه مع المنظمة فأوفد الملك الحسين رئيس ديوانه بهجت التلهوني ووزير الخارجية مروان القاسم للاجتماع بعرفات في أثينا ، ثم تحسنت العلاقات بين الأردن والمنظمة ، وقررت المنظمة التعاون مع الأردن أثناء اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في شباط 1983 ولكن اليساريين في المنظمة رفضوا ذلك .ولم تؤيد اللجنة التنفيذية للمنظمة التقارب مع الأردن كما جاء أثناء اجتماعها في الكويت في نيسان 1983 .
وقد توترت علاقات المنظمة مع سورية وليبيا عام 1983 فقد عارض القذافي الانسحاب من بيروت ، ودعمت ليبيا المنشقين عن فتح بـ 15 مليون دولار ، فهدد عرفات بقطع لسان القذافي إذا استمر بدعم العناصر المنشقة عن فتح وكان المنشقون هم جهاد صالح أبو صالح وسعيد موسى أبو موسى ، ودعمت سورية المنشقين ، وقامت بطرد عرفات من سورية في 24 حزيران 1983 ، وفي 20 كانون الأول 1983 تم إخراج القوات الفلسطينية من مدينة طرابلس بلبنان على أيدي الفصائل المنشقة بدعم من القوات السورية .
وجاء الرئيس القذافي يزور الأردن بشكل مفاجئ في 10 حزيران 1983 في محاولة لتحقيق مصالحة أردنية سورية عراقية ، ولكن القذافي لم يستمر في جهوده ، مما جعل السفير الليبي في عمان عزيز عمر شنب للتخلي عن منصبه معارضا سياسات القذافي ، ومعلنا أن ليبيا وضعت خطة لوضع صواريخ سام على مقربة من مطاري عمان والعقبة لإطلاقها على طائرة الملك الحسين ، وبعد ثمانية أشهر من زيارة القذافي لعمان قام حشد من الناس باقتحام السفارة الأردنية في طرابلس في 18 شباط 1984 وأشعلوا النار في المبنى واتهمت ليبيا الفلسطينيين بالقيام بالعمل ، وقامت الحكومة الأردنية بقطع علاقاتها مع ليبيا في 22 شباط 1984 .
وفي 13 حزيران 1985 وصل الدكتور عبد السلام التريكي وزير خارجية ليبيا إلى عمان محملا برسالة من القذافي إلى الحسين ، وقام التريكي رئيس الوزراء زيد الرفاعي ووزير الخارجية طاهر المصري ، وبعد أيام من الزيارة عقدت ليبيا اتفاقا مع إيران فاستنكر الأردن الخطوة وسحبت العراق اعترافها بنظام حكم الرئيس القذافي .
وعند قرب عقد قمة عمان الطارئة قرر الأردن أعادت علاقاته مع ليبيا في 23 أيلول 1987 ووجه الحسين دعوة للقذافي لحضور المؤتمر ، ولكنه لم يحضر ولم يرسل وفدا لتمثيل ليبيا ، واستمرت القطيعة بين الأردن وليبيا إلى أوائل عام 1989 عندما علن الحسين تأييده لليبيا في مواجهة التهديدات الأميركية والاعتداءات الأميركية على ليبيا وقد أثنى القذافي على الموقف الأردني في برقية أرسلها للحسين في 19 كانون الثاني 1989 .
وعندما انتهت الحرب العراقية الإيرانية في حزيران 1990 عين الحسين السيد هشام المحيسن سفيرا للاردن في ليبيا وبعد أربعة أشهر وصل سفير ليبي إلى عمان ، واشترك رئيس الوزراء الأردني طاهر المصري في احتفالات بنغازي بافتتاح النهر الصناعي في آب 1991 .