موقف إشكالي من سؤال إشكالي!
حلمي الأسمر
17-01-2010 04:50 AM
وفق نشرة وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ليوم الجمعة ، فقد كشف أساتذة يدرسون مبحث الرياضيات لطلبة الثانوية العامة أن الفرع (أ) من السؤال السادس لطلبة التوجيهي للدورة الشتوية منقول حرفيا عن مبحث رياضيات لمؤلف مصري بإجابته الخاطئة،،
هؤلاء أكدوا لوكالة (بترا) التي اطلعت على نسخة من كتاب (المعاصر في التفاضل والتكامل للثانوية العامة) لمؤلف مصري يعود لعام 1977 من القرن الماضي ، تتضمن السؤال المنقول حرفيا لامتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية الحالية بالخطأ الوارد بالسؤال والإجابة التقريبية المخالفة لعلم الرياضيات كونها "لإنتاج منطقي في الحياة غير وهمي" وفقا لقولهم. وزود الأساتذة (بترا) بنسخة لمؤلف آخر اردني صدر عام 1996 بعنوان (الأمل في الرياضيات) تدارك فيه المؤلف الخطأ وصححه ، ما يؤكد خطأ السؤال الذي ورد في امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية حيث يشير هؤلاء الاساتذة الى الخلل في السؤال "عند فحص القيم القصوى بحيث تخرج النتيجة قيمة محلية وليست مطلقة"،،.
بالمقابل ، يؤكد وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران "انه لا توجد جهة معصومة عن الخطأ" ولا ندعي العصمة إنما الحرص على الامانة العلمية التي نقف امامها طائعين" ويقول أنه يوجد 50 في المائة من الأسئلة موجهة للطالب الاعتيادي 30و في المائة موجهة للطالب المجتهد 20و في المائة موجهة للطالب المتميز ، ونحسب إن السؤال الإشكالي موجه للفئة الأخيرة،.
وهنا لنا وقفة ، إذا ثبت أن واضعي الأسئلة ، الذين يصفهم الدكتور بالخبراء ، يعمدون إلى "نسخ" و"لصق" أسئلة من كتب غير أردنية تعود لعام 1977 ، فهذا يعني أن هناك مشكلة حقيقية نواجهها مع امتحانات الثانوية العامة ، قفزت بعدد من يلجأون إلى الغش هذا العام إلى مستويات غير طبيعية ، كما قال الدكتور بدران ، كما أننا لا نفهم كيف يتم اللجوء لهذا الأسلوب عند وضع الأسئلة ، من لدن خبراء ضليعين في الرياضيات ، ولا كيف يتسق هذا الموقف مع ما يتحدث عنه الوزير حول "الامانة العلمية"،،
أما "الإشكال" الآخر الذي يواجهنا فهو توزيعة النسب بين الطلبة العاديين والمجتهدين والمتميزين ، فهي نسب ينتج عنها روحية معينة لدى وضع الأسئلة ، وتفرض مستوى معينا من الأسئلة ، وفق هذا التصور ، مطلوب من الطلبة التعامل معها ، وإذا كان السؤال الإشكالي محسوب فعلا على حصة الطلبة المتميزين ، فتلك مصيبة كبيرة ، مع ربط ما تقدم آنفا بما نحن فيه ، إذ كيف يتم اللجوء لسؤال منشور عام 1977 لوضعه للطلبة المتميزين ، علما بأن امتحان الثانوية العامة برمته يشكل معضلة للأهل والطلبة والمجتمع ، ولا ينقصه لا سؤال إشكالي ولا حفرتلي ، فهو امتحان إشكالي أصلا ، بدون أسئلة إشكالية،
موقف التربية من السؤال الإشكالي كان إشكاليا ، بعث القلق في بيوت الأردنيين وأصاب الطلبة بالاضطراب والقهر ، وعلينا أن نعد للمئة قبل أن نزيد امتحانا موترا أصلا المزيد من التوتر،
الدستور