كثيراً من الأشياء في حياتنا يمكن تعويضها بالعمل أو الشراء ، ففقدانها قد لا يحزن كثيراً، فالذي يحزن حقاً هو أن نخسر نتيجة لإهمالنا صحتنا وحيويتنا ، فحياتنا هي رحلة محدودة الاّجال عبر الزمان والمكان ،لذا من الجميل ألا نجعل هذه الرحلة تقتصر فقط على الكفاح والعمل ، وإنما نحاول إثراءها بكافة أنواع الأنشطة الرياضية والإجتماعية .

فصيانة الجسد من كل ما يرهقه يعتبر من أهم ما يمكن أن يكسبه الإنسان في أي مرحلة من مراحل عمره ، سواء أكان ما يرهقنا هو الكسل عن ممارسة الرياضة أو المغالاة في تناول الأطعمة والمشروبات الغازية التي تضر بأجسادنا، والتمادي بالإنفعالات الغاضبة التي تفرز قدراً هائلاً من السموم التي لا تغادر الجسم إلا بعد عدة ساعات وأحياناً تأخذ عدة أيام ..

أجسادنا هي أمانة إستودعنا اياها الخالق عز وجل... فلنعمل على تنظيمها عن طريق محاولة إزالة العديد من الشوائب والسموم التي قد تعتريها فتقلل من مستوى طاقاتنا وحيويتنا... لذا وجب علينا جميعاً العمل على إختيار الرياضة التي تتناسب مع أعمارنا وقدراتنا الجسدية ، فالرياضة ولو بسيطة كالمشي تعتبر بمقدور جميع الأصحاء، وتعمل على تحرر الجسد من التوترات الزائدة والضارة فيه، مما يساعد كثيراً في مكافحة الأرق والتمتع بالنوم الهانئ.

فالرياضة كانت ولا زالت إحدى أهم الطرق البشرية التي تساعد على التقدم والابداع، وفي هذا الإطار أذكر أن إحدى الصحف البريطانية كانت قد كتبت حين توفي المفكر الإنجليزي المعروف «برنرد راسل» تقول فيه: «مات بالأمس شاب إنجليزي في الثامنة والتسعين من عمره حيث كان ينعم بالقوة والحيوية حتى أخر لحظات عمره»، وذلك بسبب ما عرف عنه من إلتزام دقيق ويومي في ممارسة الرياضة حتى في أصعب الظروف .

يوجد أنواع وأشكال مختلفة للرياضة كي تلاءم جميع متطلبات واحتياجات الإنسان ، فهناك بعض الرياضات التي تهتم بتمرين الجانب النفسي والداخلي في الإنسان كالرياضة الصينية «التاي تشي» التي تركز على تعميق مفاهيم السلام والطمأنينة ؛ لأن السلام الداخلي ينعكس على الخارج وعلى تصرفاتنا مع الآخرين، مما يجعل تأثير وجودنا إيجابياً على محيطنا ،إضافة الى بعض الرياضات العقلية كالشطرنج التي تعمل على تنمية قدرات ومدارك الفرد العقلية .

للرياضة تاثيرها القوي والايجابي في مساعدتنا على إجتياز الكثير من المنغصات والعقبات التي قد تواجه أياً منا في مشوار حياته اليومي ... ولها الأثر الأكبر في تصحيح العلل التي قد تصيب الجسم عن طريق تقويتها للدورة الدموية والجهاز التنفسي والعصبي ،اضافة الى قدرتها الفائقة في تعزيز ثقة الفرد بنفسه وتقليل مظاهر التوتر والقلق!!.

الواحة الأولى لتعزيز نشاطنا وسرحيويتنا يكمن في ممارستنا للرياضة ، فهي هبة الجسد والفكر للتفاعل مع الحياة والآخرين ، وجسر الوصل الأعرق والأقدم بين البشر!..

Diana-nimri@hotmail.com
الراي.