صوت العصر .. للشاعر الكبير سليمان المشّيني
سليمان المشيني
13-01-2010 08:44 PM
أَيُّ صوتٍ يطوفُ بالكون يَدْعو ... مَنْ تَوانى عن النُّهوضِ وَأَحْجَمْ
هادِراً كالرُّعودِ في كلِّ أُفْقٍ ... موقِظاً للحَياةِ مَنْ كانَ يَحْلُمْ
قُمْ تَأَمَّلْ رَكْبَ الحَضارَةِ يَجْريْ ... لا تُضِعْ فُرْصَةً تَلوحُ فَتَنْدَمْ
إِنَّهُ صَوْتُ عَصْرِنا ليسَ يَخْفى ... يُسْمِعُ الصُّمَّ والجُمودَ يُحَطِّمْ
فلماذا لا نَستَجيبُ لِداعٍ ... هو داعي الشُّروقِ والنّوْرِ والعِلْمْ
ولماذا لا نَلْحَقُ الرَّكْبَ صُبْحاً ... قبل أن يَجْثُمَ المَسا ويُخَيِّمْ
حينَ أَرْنو إلى السَّماءِ بِطَرْفيْ ... أَلْمَحُ المرْكَبَ الفَضائِيَّ كالسَّهْمْ
يَزْرَعُ الأُفْقَ شُعلَةً مِنْ ضِياءٍ ... تَتَجَلّى عندَ المَجَرَّةِ كالنَّجْمْ
وعلى صَفْحَةِ السَّماءِ تَبَدَّتْ ... طائِراتٌ فوقَ السَّحابِ تُحَوِّمْ
والمُحيطُ العَظيمُ فاضَ سَفيْناً ... يَهْزِمُ المَوْجَ في مَسيْرٍ مُنَظَّمْ
كلُّ يَوْمٍ لِلْغَرْبِ أَلْفُ اخْتِراعٍ ... يَدْعَمُ العِلْمَ والجَهالَةَ يَهْزِمْ
مَعْقِلُ البَدْرِ في السَّماءِ غَزَوْهُ ... واستباحوا حَوْضاً مَنيْعاً وَمُحْكَمْ
بينما نحنُ لَمْ نَزَلْ في سُباتٍ ... لَمْ نَزَلْ حَيْثُ نحنُ لَمْ نَتَقَدَّمْ
كلُّنا يُضْمِرُ الأذى لأخيهِ ... جاعِلاً صَفْوَ عَيْشِهِ مِثْلَ عَلْقَمْ
فَمَتى رايَةُ المَحَبَّةِ تَعْلوْ ... وَيَسودُ الوِئامُ والشَّمْلُ يَلْتَمّْ
ومتى يجمعُ الصُّفوفَ لِواءٌ ... والتّآخيْ على الرُّبوعِ يُخَيِّمْ
وَيَحِلُّ الوِفاقُ بَعْدَ التَّجافيْ ... ويزولُ الشِّقاقُ والسَّبُّ والشَّتْمْ
ومتى أُمَّتيْ تُفيْقُ وَتَصْحوْ ... مِنْ رُقادٍ وبالحَضارَةِ تُسْهِمْ
آنَ يا أُمَّتيْ تَذْكُرُ ماضٍ ... مُشْرِقٍ كالضِّياءِ إِمّاْ تَبَسَّمْ
قدْ رَفَعْتِ في العالَميْنَ مَناراً ... مِنْ سَناءٍ والكَوْنُ كالليلِ مُظْلِمْ
أنْتِ شَيَّدْتِ للعلومِ صُروحاً ... أنْشَدَ الدَّهْرُ باسْمِها وَتَرَنَّمْ
كُنْتِ بالأَمْسِ مَهْدَ عِلْمٍ وَفِكْرٍ ... للوَرى كُنْتِ قُدْوَةً وَمُعَلِّمْ
أَفَتَرْضَيْنَ بعدَ هذا بِجَهْلٍ ... وشُعوبُ الدُّنى الكواكبَ تَزْحَمْ
جَدِّدي العَزْمَ واسْتَجيْبي نِداءً ... وانْهَضيْ إِنَّ في النُّهوضِ لَمَغْنَمْ
لا ينالُ الخلودَ إِلا مُضَحٍّ ... ساحَةَ الهَوْلِ والرَّدى يَتَقَحَّمْ
يُكْتَبُ المَجْدُ للذينَ أَفاقوا ...لا تُرَجَّى دُنيا العَلاءِ لِنُوَّمْ