قال لي زميل في العمل الأكاديمي عندما كنت اعمل في إحدى الجامعات العربية ، احضر لي احد الطلبة استبانه لبحث ميداني يقوم بإعداده لكي أقوم بتحكيمها ووضع الملاحظات واقتراح التعديلات له على هذه الاستبانة التي يبحث موضوعها في " ظاهرة الغش في الامتحانات " وهي جزء من دراسته للحصول عل درجة الماجستير .
قلت : موضوع الدراسة مهم وخاصة أن الغش في الامتحانات من السلوكيات غير ألاخلاقية والتي يجب الابتعاد عنها ومحاربتها بشتى السبل والوسائل ، فمن يغش في الامتحان لا نضمن سلوكيته المستقبلية وعدم الغش في دروب الحياة كافة .
قال : لقد رفضت تحكيم الاستبانه .
قلت : لماذا ؟!
قال : الطالب اعرفه جيدا ، فهو يمتلك مهارات بارعة في الغش في الامتحانات ، وقمت بضبطه عدة مرات متلبسا في الغش في مرحلة البكالوريوس ، وشكي لي بعض الاستاذه من نفس السلوك للطالب .
قلت : سامحك الله ، يجب ان تعرف بأن الغش أصبح من علامات الرقي والتقدم ، وشرط أساسي للوصول إلى أعلى المراتب والشهادات .... أنها لغة العصر يا صديقي بعد أن أصبحت البذلة وربطة العنق ونوع السيارة والتعرف على فاسد يتقن فن التوسط للحصول على موقع قيادي اهم من الدراسة والانجاز والابداع ، الا تعرف يا اخي ان طق ألحكي وهز الرأس والخرط والعرط والتسبيح والنفاق للمسؤول أهم متطلبات النجاح في العمل ، نعيش في زمن أصبح فيه اسم المعّرف في طلب التوظيف أهم من التخصص والشهادة واسم الجامعة التي تخرجت منها والخبرة التي مارستها للوصول إلى المواقع المتقدمة في العمل .
والسؤال الذي يود القراء معرفة الإجابة عليه ، هل حصل صاحبنا على درجة الماجستير ، الجواب : نعم . فالخبرة مطلوبة .والطالب المذكور يملك كل مقومات لغة العصر التي ذكرتها ولا اختلف مع القراء بها .
مسك الكلام ،،، خبرات قبل الشهادات ، ومنافقين قبل المبدعين ، ومتفلسفين قبل المتخصصين ، زمن اخر حلاوة .
Ohok1960@yahoo.com
الكاتب : استاذ مشارك - تخصص علم الاجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية