اصدر مركز الوباء الامريكي (CDC (Centre for Disease Control ورقة توصيات في عام 2017 تسمى إرشادات التخفيف المجتمعية لمنع جائحة الإنفلونزا ,والتي اخذت بعين الاعتبار الدروس المستفادة من وباء انفلونزا الخنازير الذي تفشي في عام 2009 ,وبتلخيص شديد فان تلك التوصيات تسلط الضوء على اهمية ان تقوم السلطات في المناطق الموبؤءة باتخاذ احتياطات استباقية, ومنها ما يتخذ من اجراءات حسب اوامر الدفاع ويترجم على ارض الواقع في الاردن, من تعطيل المدارس والجامعات, والتباعد الاجتماعي, وارتداء القفازات والكمامات واستخدام المعقمات وتكرار غسل الايدي وكذلك توجيه العامة للالتزام بالحجر المنزلي (خليك في البيت), وبعض الدول ومنها الأردن تقوم بفرض حظر تجوال شامل او جزئي.

اشارت ورقة التوصيات بان سلوك الوباء في العادة يأخذ في الغالب شكلين من المنحنيات, الاول عندما تتخذ الاجراءات الوقائية والاستباقية كما تفعل الاردن حاليا ,حيث يكون منحى الوباء مسطحا (المنحنى يوضح عدد الاصابات وتاريخ اصابتها) حيث يعتبر الوباء في مرحلة تحت السيطرة, اي بمعنى يكون هناك اصابات يومية واسبوعية بمعدل تدريجي ومحدود العدد بحيث تتمكن المستشفيات والكوادر من التعامل مع تلك الاصابات, واما المنحى الاخر عندما لا تتخذ اجراءات وقائية استباقية, ففي هذه الحالة يشير المنحنى الى ذروة شديدة في عدد الاصابات في فترة زمنية قصيرة كما يحدث في بعض البلدان ومنها ايطاليا واسبانيا ونيويورك, وهنا يفشل القطاع الصحي في التعامل مع الالاف من الحالات المرضية في فترة زمنية قصيرة من حدوثها.

مثال جيد لاحدى الدول التي تسيطر على الوباء هي تايوان وحالتها مشابهة للاردن ,حيث بدأت حكومتهم في العمل بمجرد انتشار خبر وباء فيروس كورونا في مدينة ووهان. وقامت بتفتيش المسافرين القادمين اليها في تاريخ مبكر في 31 ديسمبر 2019، وأقامت نظامًا لتتبع أولئك الذين يخضعون للحجر الذاتي، وزادت من إنتاج المعدات الطبية, ومنعت تصدير منتجاتها من الاقنعة وغيرها من المعدات الطبية التي تحتاجها لمحاربة الوباء, وقامت باجراء فحصوات طبية وصلت الى اكثر من عشرين الف فحص في فترة زمنية قصيرة, ولذلك تمكنت تايوان من الحفاظ على عدد حالاتها إلى 329 حالة فقط مع خمس وفيات حتى 1 أبريل.

وبناء على الاجراءات الوقائية المشددة التي تتخذها الاردن حاليا ,فمن المتوقع ان نصل في نهاية شهر نسيان او منتصف ايار الى ذروة عدد الاصابات ,ومن ثم يبداء انخفاض عدد الاصابات المسجلة حتى تصبح صفر في نهاية شهر حزيران, فنحن حاليا في مرحلة السيطرة على الفيروس ويجب ان تستمر الاحتياطات المتخذة على اقل تقدير حتى نهاية نيسان ومن ثم يعاد النظر فيها حسب تطور انتشار الوباء والبيانات المتوفرة لدينا في حينه . واعتقد انه اصبح من المهم زيادة عدد الفحصوات المخبرية لكل محافظة كاجراء احترازي ,فنتائج هذه الفحصوات هي من البيانات المهمة والتي ستساهم في اتخاذ القرارات السليمة لكل منطقة.

waelsamain@gmail.com