هل نحتاج حكومة ستراتوقراطية؟
د. ثابت النابلسي
06-04-2020 05:12 PM
إن الستراتوقراطية هي في كثير من الأحيان مبنية على الجدارة والاستحقاق (استحقاقراطية) وليس من الضروري أن تكون استبدادية (أوتقراطية).
رغم ما تشهده الأزمة من إجراءات تبدو حازمة الا ان المراقب عن كثب يستطيع ان يجزم اننا نواجه خطرا محتوما وعدوا مجهولا، ويدعم كل هذه المخاطر المستهدفين أنفسهم، فالجهل المقصود من قبل المواطنين والذي جاء بدافع البقاء سيكون مصيره معركة خاسرة لكل شى حاولوا المحافظة عليه وأهمها حياتهم.
ان ما تقوم به الأجهزة الحكومية من إجراءات تتسم بالحزم والجرأة، الا انها لم تجد لدى الناس الاستجابة المطلوبة وهذا مصدره الأساسي سيكولوجية المواطن المتجذرة منذ عقود من انعدام الثقة وعدم الاكتراث بكل ما هو مصدوه الحكومة ومؤسساتها العامة، فالثابت الوحيد في تاريخنا وثقافتنا ومصدر الثقة والالتزام هو المؤسسة العسكرية بأركانها الراسخة وجذورها الممتدة لكل بيت وعشيرة ومدينة وقرية.
لقد استثمرت الدولة الأردنية منذ تأسيسها في وجود جيش قوي ومنظومة امن وطني لحماية الوطن من الداخل والخارج ونحن اليوم نقف أمام مواجهة حقيقة تهدد الامن المجتمعي وتعرض كيان الدولة للخطر ومصير مجهول.
أليس هذا الظرف الذي أطلقت فيه صافرات الإنذار وفرض فيه حضر التجوال نذير خطر ؟؟
أليس الإرهاب الاقتصادي بدأ يضرب ويخرب ما بنيناه؟!! أليس ما نعيشه اليوم حرب مزدوجة بين الواقع الملموس والواقع الافتراضي؟!
أليس هناك ظهور لتجار الحرب والخراب وقد شحذوا سكاكينهم بالجشع والاستغلال للنيل من الأمن المجتمعي !!؟
كل هذا وأكثر على النطاق الداخلي، والمخفي اعظم على النطاق الخارجي من امننا الدولي سياسيا واقتصاديا وعسكرياً.
نحن على مفترق طريق صعب أما ان تتوحد القيادة وتحدد الأدوار لتدارك ما فات من هفوات، فكل ما فات يمكن ان نتعلم منه وسيكون درسًا قاسيًا دفعنا ثمنه من دم الوطن والمواطن.
اننا اذ نعول على مؤسستنا العسكرية التى تساند وتدعم كل ما يصدر من قرارات، ونامل ان يكون لها دورًا حقيقيًا لتمارس الخبرة دورها ويكون الاستحقاق هو الحل لمن يملك الحل، فالذي أفنى عمره لحماية الأوطان قادر بعسكريته التى ولدتِ من رحم الوطن ان يكون قادرا لانقاذها فالوقت الذي صاح فيه الوطن واهله رد يقول لبيك لبيك يا وطني.
لقد سمعنا جلالة الملك المفدى والذي أشار في رسالته للمدرسة العسكرية بالفخر، فهي ام المدارس التى خرجت القادة وما بخلت يومًا في تلبية النداء، فسيد البلاد والوطن كله يقول للجيش بك ومعك انا ماضون لنحافظ على وطننا ونحمي أنفسنا من كل عدو ونواجه صفًا واحدًا أزمة القرن فيكتب الله لنا النصر والنجاة بأمره، حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الاردن.