دليلك لقضاء فترة الحجر المنزلي بإيجابية
06-04-2020 04:20 PM
عمون - يلقي ثقل الحجر المنزلي والصحي بسبب فيروس كوفيد-19 بظله على العائلات، إذ زاد الاحتكاك اليومي لوقت أطول يسبب ضجر الناس، فظهرت مشكلات جديدة بسبب تغيير روتين الحياة اليومية للعائلة.
ويقدم علم النفس أفكارا جديدة تساعد الناس على تقبل هذه الفترة بإيجابية، والاستفادة من الوقت بطريقة ممتعة، فهناك مفاتيح للراحة والشعور بالعافية بحسب علم النفس يمكن استخدامها بطرق فعالة، تبدأ بتجديد الشعور بالدهشة الذي نفقده مع العمر بسبب تأثير المجتمع والروتين اليومي وسرعة الحياة، لنشعر بالسعادة والامتنان حتى للأشياء الصغيرة.
التعاطف يعطي السعادة
علينا أن وضع أنفسنا مكان الشخص الآخر والتعاطف معه، والذي ظهر مؤخرا على شكل مبادرات فردية تخدم المجتمع خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يكون ذا مفعول إيجابي.
إذ إضافة لتأمين ما يحتاجه الناس خلال فترة الحجر المنزلي، يمنح فاعله الرضا والسعادة. فالذين يتبرعون لمساعدة غيرهم، سواء من خلال تعليمهم عبر فيديوهات، أو تقديم خدمات كالتطوع مع الفرق الطبية والصليب الأحمر، أو التبرع بالمال للمحتاجين، سيشعرون بالسعادة والرضا عن أنفسهم.
وتضيف أن تعلم المسامحة التي تحض عليها الأديان السماوية، يمنح الشخص الشعور بالراحة والطمأنينة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نتعامل مع أنفسنا بتسامح أيضا، ولا نقسو على ذواتنا، لنشعر بالسكينة.
قوة الامتنان
علينا أن نكون أقوياء في هذه المرحلة خاصة أننا لا نرى أحبابنا بسبب الحجر الصحي كما هي الحال في لبنان وفي كثير من دول العالم، داعية لاستثمار هذا الوقت في تطبيق تمارين الامتنان من خلال تذكر الأمور الجيدة، كأن نشعر بالامتنان تجاه الصحة والحواس السليمة ووجود العائلة، والامتنان للتكنولوجيا التي تسهل تواصلنا مع العالم. ويمكن أن نبتكر جرة امتنان للأولاد ونجعلهم يضعون فيها ما يكتبونه يوميا.
وتشير إلى أن الاستعداد الذهني والتأمل يجعلانا نفهم مشاعرنا ونتقبلها ونتعامل معها، ونحاول إيجاد حلول لها ومعرفة الأمور التي من الممكن تغييرها والأمور التي لا سيطرة للشخص عليها والتي يجب تقبلها. ويمكننا الاستفادة من الفيديوهات الخاصة بهذا الشأن، والتنفس العميق وعيش اللحظة الفعلية بوعي تام.
التواصل رغم التباعد
ومن المهم أيضا استمرار التواصل الاجتماعي الدائم مع الأهل والأصدقاء، وعدم توقيفه لأنه يقوي جهاز المناعة. حتى لو أصيب أحد منهم -لا قدر الله- فتواصل عائلته وأصدقائه معه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يعطيه دافعا جيدا للمقاومة.
وتنصح من يحتاج لمساعدة أكبر بالتواصل مع أخصائي، أو سماع أمور إيجابية متوفرة على شبكات التواصل الاجتماعي، موضحة أن على الأشخاص الذين يعانون من القلق والكآبة تخفيف متابعة تدفق الأخبار السلبية وعدد الوفيات وتفاصيل الإصابات، ومحو المعلومات التي لا تفيد، والتأكد من مصدر وصحة أي معلومة نود مشاركتها كي لا نزيد حالة التوتر والهلع.
لا تتوقفوا عن الإنتاج
ولعل الأهم دائما هو أن نكون منتجين في هذه الفترة كما علينا الاهتمام بأنفسنا لأنه أصبح لدينا وقت أكثر بعد أن كان وقت العمل يأخذنا من كل ما حولنا.
وينصح بأن يصنع الناس روتينا في هذا الوقت الطويل، يبدأ صباحا بوقت محدد، وأثناء الدوام الذي كان مخصصا للعمل، ونستطيع القيام بالأعمال المنزلية التي تحتاج إلى الحركة الجسدية التي بدورها توصل للاستعداد الذهني.
ومثال على ذلك ترتيب الخزائن، والتخلص من الأغراض التي لم نعد نحتاج إليها، والتبرع بها أو رميها، والتقرب من الأولاد أكثر، وممارسة الحديث الإيجابي والتضامن مع أفراد العائلة. والأهم تنظيف المكان الذي نعيش فيه، والمطالعة، وتطوير المهارات.
وتشدد على نقاط أساسية منها إزالة الفوضى والتخلي عما لا يلزم، وإعداد لائحة بما نريد فعله، والإبقاء على تناول الطعام الصحي والمشروبات المفيدة كالشاي وأنواع الأعشاب، وممارسة الرياضة، واستعمال الزيوت العطرية لخلق أجواء هادئة.
كثير من العباقرة اكتشفوا اختراعاتهم في أوقات عزلتهم. ففي هذه الفترة يكون الأشخاص خلاقين ومبدعين، لأنها تجعلهم يناقشون أفكارهم وأنفسهم أكثر، ولا يضيع وقتهم في العلاقات الاجتماعية والأعمال والحياة السريعة.
وتضيف أنه يجب الاهتمام بالذات، وأن نقتطع وقتا خاصا حتى لو عشر دقائق يقوم الشخص فيها بما يحبه فعلاً من دون أي ضغوط أو تدخل أو إزعاج، مما ينشط الجانب الأيمن من الدماغ المختص بالإبداع.
كما أن ممارسة العمل اليدوي تقوّي التركيز حتى يستمر الدماغ بالعمل خاصة مع التقدم في العمر، أو ممارسة التأمل، أو الاهتمام بما يريده ويحبه الشخص لتعزيز قدرته على فعل ما يحبه، وقد نكتشف مهارات أو مواهب دفينة.
علمتنا كورونا
ساهم انتشار كورونا وجلوسنا في البيوت في تعليمنا التقرب من الآخر. ومن الدروس الإيجابية الانتباه لهبة الوقت بعد أن عشنا حياة كالروبوت بسبب مسؤوليات الحياة.
وهذه الفترة فرصة لمراجعة حساباتنا، والتفكير أكثر في عملنا، وعلاقاتنا الاجتماعية وأهمية الأشخاص في حياتنا، وعيش اللحظة. كما أنها أعادتنا إلى نقطة الصفر لنتعلم كيف نستطيع أن نحيا. فالوقت أصبح مهما لاكتشاف أمور أدق في أنفسنا وأفراد عائلتنا.
وينصح بقراءة السير الذاتية لأشخاص تخطوا الصعاب في حياتهم، لأنها قصص ملهمة وتخفف من التعب النفسي.
وتضيف أن عزلة كورونا جعلت الأرض تستعيد عافيتها، ووضع الأوزون صار أفضل بحسب العلماء، والطبيعة تتنفس ويجب أن نقدرها أكثر، ونقدر الأشخاص ونحافظ على الثروات الطبيعية التي خلقها الله لخدمة الإنسان الذي أساء استخدامها فسبب الأذى للأرض.