لا حدود جغرافية لحماية الأردن من الإرهاب
باتر محمد وردم
13-01-2010 03:08 AM
بدأت تتكشف تدريجيا تفاصيل العملية التي قام بها "العميل الثلاثي" لتنظيم القاعدة في مدينة خوست في أفغانستان ، ولا شك أن هذا التواتر لكشف المعلومات سوف يؤدي إلى إظهار التفاصيل الفعلية للعملية التي ظلت مخفية عن وسائل الإعلام في الايام الأولى واعتمدت على اجتهادات وتسريبات غير رسمية.
المعلومات التي تظهر تؤكد مرة أخرى على أهمية الانحياز نحو خيار المكاشفة السياسية والإعلامية حول الجهود الاستخباراتية التي يبذلها الأردن في ملاحقة تنظيم القاعدة وذيولها المختلفة في العالم حتى لا يبقى المواطن الأردني رهنا لإشاعات أو تيارات سياسية مضللة تحاول تشويه صورة الأردن.
لقد أظهر شريط الفيديو لمنفذ العملية مدى العداء والحقد اللذين يكنهما هذا التنظيم للأردن ، ومدى ضيق الأفق الذي يسيطر على تفكير أعضائه والذين يضعون الأردن هدفا لهم منذ عشر سنوات على الأقل وفي كل مرة هنالك مبرر جديد آخرها مقتل زعيم محلي أفغاني.
طبيعة تنظيم القاعدة وتشعباته من خلال الخلايا الصغيرة المنتشرة في كافة أنحاء العالم وأنماط الاتصال الحديثة والسرية تؤكد بأنه لا توجد حدود جغرافية لهذا التنظيم الذي يستخدم كافة أدوات العولمة الاتصالية والمالية واللوجستية بكفاءة غريبة تثير الريبة في حقيقة وجود دعم وتسهيلات مباشرة وهذا ما يتطلب أن يمتد التواجد الأردني في متابعة ومراقبة أعمال هذا التنظيم إلى عدة بلدان في العالم.
لقد قامت القاعدة بعمليات إرهابية ضد كافة دول المنطقة تقريبا باستثناء إسرائيل وهذا يعني أن التحدي مشترك بين كافة الدول العربية والدول الأخرى في العالم التي يشكل تنظيم القاعدة خطرا فعليا عليها وليس مجرد إنشاء فارغ. أن البقاء في حدودنا والانتظار إلى أن يصلنا تهديد ليس بالخيار الصحيح لأن الأردن لا يستطيع بهذه الطريقة أن يجهض المؤامرات قبل حدوثها.
ربما لا تكون الحرب الأميركية في أفغانستان حربا للأردن ولكن بكل تأكيد فان اي تواجد للقاعدة في اي مكان هو هدف شرعي للعمل الأمني الاردني وذلك كخطوة أولى للدفاع وهذا ما يستوجب أيضا التنسيق مع أجهزة أمن مختلفة على مستوى العالم حسب المواقع التي تتواجد فيها خلايا التنظيم وقياداته.
هنالك حرص يجب تقديره مفاده عدم إدخال الدب إلى بيتنا من خلال التحرش به ، ولكن الدب الذي يمثله تنظيم القاعدة دخل بيتنا وبيت كافة المجتمعات العربية والإسلامية وعاث فسادا فيه منذ عشر سنوات وهو لا يحتاج إلى مبرر باستثناء عدائه الواضح للأردن ونهجه الإسلامي المعتدل والمتسامح والمناقض للتعصب والكراهية والحقد الذي يشكل الفكر الوحيد لهذا التنظيم.
خيار الذهاب إلى الحد الأبعد لمواجهة فكر القاعدة المتطرف هو الخيار الذي فرضه تنظيم القاعدة نفسه والدولة الأردنية تتحمل مسؤولية ينبغي ألا تخجل منها في حماية مجتمعها ومواطنيها من هذا الخطر ، وقد حان الوقت لأن يدرك الناس أن هناك عدوا متربصا بنا لا يمكن التردد أو التسامح في مواجهته.
batirw@yahoo.com
الدستور