بين وقت وآخر تتعالى أصوات تتحدث بعنجهية عن الطبقية، إذا نادى احدهم بحقه او تساءل عنه، وكأن السؤال هو تجاوز غير مشروع من طبقة الى طبقة.
وكأن الطبقية هذه لها احفاد يرثون نعرات اجدادهم وينعتون الآخر بحاقد طبقي، ويجرمون سؤاله عن حقه بالمقارنة المشروعة تحت نظام واحد بان تساؤله :"حقد طبقي"
ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الصراع الطبقي، ان كان يعيش في مجتمع ينخره الفساد من داخله والمحسوبية بين كل طبقات المجتمع .
ومن المؤسف ان تلصق وتكرس هذه الطبقية بالقطاع الأسمى اجتماعيًا وثقافيًا ، قطاع التعليم.
يطل علينا بالأمس القريب عبر شاشة قناة المملكة في برنامج حكومة الظل، نقيب المدارس الخاصة السيد منذر الصوراني ، واحدى المعلمات الفاضلات في احد المدارس الخاصة، المعلمة هديل كسواني .
تطالب المعلمة هديل بتحويل رواتب المعلمين الى البنوك ضمان لحقوقهم أسوة بالمدارس الحكومية .
يهاجمها النقيب واصفًا مطالبها بالحقد الطبقي. كونها قارنت القطاع الخاص بالقطاع الحكومي.
واستفاض النقيب بحرمانها الحق بالمتابعة او المطالبة من وزارتي العمل والتربية، وكأنه بفصل القطاع الخاص عن القطاع الحكومي في الدولة.
وبعدما علم سعادة النقيب ان المعلمة هديل من القطاع الخاص. تفضل علينا بعبارته :" انتِ ما عندك غير هالسولافة!!"
سؤالي للسيد نقيب المدارس الخاصة في الاردن..
عن سولافة أخرى ..
من الذي يتحدث بطبقية ويفصل المؤسسات عن بعضها البعض وكأن الاردن عبر وزارته ومؤسساته يتبرأ من القطاع الخاص الذي كان دوما ركنا أساسيا داعمًا لمسيرة النهضة في البلاد، محترم وملتزم بالقوانين في الاردن .
من الذي ظهر بعنجهية
في خضم هذا الصراع المتواصل بالحقد والكراهية والنرجسية و غير مبالي بالمصلحة العامة وليس اخذا بعين الاعتبار قواعد وقوانين الدولة او قيمها الموضوعة لكل المؤسسات في المملكة دام ان جميعها يحتكم لقانون الاردن .
سعادة نقيب المدارس الخاصة، الان نعلم ، لماذا للأسف لم يعد العالم يحترم ولا العفيف يقدر. بسبب دفاعكم المستميت عن تكريس الطبقية ونعت الآخر بالحاقد الطبقي.
ونعلم أيضا ما السبب الرئيس لفقدان ثقة المجتمع بالقيادات النقابية والحزبية وغيرها .. دام ان بعض هذه القيادات للأسف لا مبدأ لها وليست نموذجًا يحتذى به، ومازال المال والمصلحة الخاصة هي الطاغية على حديثها .
وجب النظر لهذه القيادات الهشة التي تظهرنا ومجتمعنا بمظهر نخجل منه وكأننا في زمن العبودية!
واطالب بحملة تعقيم وتطهير عاجلة، أسوة بحملة تعقيم البلاد من فايروس كورونا.
وإطلاق طائرات بتقنية درونز لرصد مثل هؤلاء المخالفين اصحاب المناصب .