المشرفون في دور ايواء وزارة التنمية .. اداء الواجب الوطني في مواجة فايروس كورونا
ارشيد العايد
05-04-2020 02:10 PM
الوطن في حالة تأهب قصوى لمواجهة كورونا، في السر والعلن الكل يعمل باقصى طاقته، يتقدمهم جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامير الحسين، ولا نسمح للوقت ان يضيع، الرتوش التي تظهر هنا وهناك هي استثائات لا يقاس عليها لان القاعدة هي الاعم.
الجنود المجهولون الذين يؤدون عملهم على اكمل وجه وبعيد عن منصات الاعلام، يعملون بصمت ولا يبحثون عن منصات لاظهار عملهم، الامر بالنسبة لهم امانة يجب ان تؤدى على اكمل وجه.
العاملون في الدور الايوائية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية هم جزء من هذا الجيش الوطني الذي يعمل بصمت، الامانات التي بين ايديهم تحثهم على مواصلة الليل بالنهار لانجاز العمل على اكمل وجه في هذا الظرف الاستثنائي.
هؤلاء العاملون يمضون 14 يوما متواصلة في دور الايواء بعيدا عن اسرهم واهلهم، لان الواجب الوطني يتطلب ذلك، الامور الاخرى تستطيع الانتظار، او ايجاد الحلول لها ليس بالامر الصعب، والادنيون النشامى لا يتوانون لحظ عن تقديم الدعم لمن يحتاج، ونحمد الله كثيرا ان التواصل والتراحم فيما بيننا قوي.
حالة الحظر شملت المراكز الايوائية فهم جزء لا يتجزء من المجتمع، اعتكفوا على انفسهم في هذه الدور دون المغادرة، من اجل اداء الواجب، الامر هنا يتعلق بالحفاظ على الارواح وليس نزهة اعتكاف، او راحة واستجمام بعيدا عن ايقاع الحياة اليومي السريع المزدحم.
نجزم هنا ان الايقاع اليومي لهذه الحياة كان مختلفا، فالامر يحكمه الانقطاع عن الخارج ليس لشيء بقدر الحفاظ على الحياة، للموجودين في هذه الدور الايوائية، فهم في هذا الوقت يحتاجون الى عناية خاصة، وشيء خارج عن الروتين والمألوف، ومن هنا تأتي الابداعات الفردية التي توظف ضمن فريق العمل المتجانس لايجاد حالة مختلفة في ظل هكذا ظروف.
التواصل بين وزارة التنمية الاجتماعية ودور الايواء مستمر، يتمثل ذلك في مدير الامن المجتمع وشؤون الاحداث، والذي هو احد اعضاء لجنة الطوارئ العليا في الوزارة، اضافة الى مدير الدار، لكن الامر هنا يختلف عن باقي الايام المعتادة، فالكرة في ملعب المشرفين الذين يقودون الامر من الالف الى الياء، ويقع على عاتقهم ايجاد البرامج اللامنهجية التي تملئ وقت الفراغ للاحداث في هذا الظرف المختلف، فالزيارات ممنوعة، والتواصل مع الاهل يقتصر على الهاتف، وعلى اهميته الا انه لا يفي بالغرض الانساني في التواصل الاسري المباشر المتمثل في الزيارات.
اجتهد مشرفوا دار تربية احداث الرصيفة في تطوير برامج لا منهجية للاحداث طوال فترة 14 يوما اختلفت كليا عن الامر المألوف لتعويض النقص – ان جاز التعبير – وملئ الفراغ عند الاحداث، الامر تعدى العمل اليومي وبرامج النشاطات المعتادة، الى صناعة العروض بماسبة يوم الكرامة، وبرامج تمثيلية حية للتوعية باخطار الامراض وكيفية الوقاية منها، وخاصة هذا الفايروس المدعو كورونا، الحث المستمر لاداء الفروض الدينية ومحاضرات صحية ودينية لتنمية وازع الخير عند الاحداث مقرونة بعروض وفيديوهات حية، نشاطات رياضية مستمرة، تتمثل بمسابقات بين المشرفين والاحداث والاحداث فيما بينهم والمشرفين ايضا فيما بينهم لتنمية روح التنافس الايجابي، كل ذلك اوجد حالة ايجابية بين المشرفين والاحداث مختلفة عنها في الايام العادية، حتى اصبحت اسرة قائمة بذاتها.