هكذا هي قوانين الحياة، فبينما كانت الحكومة تعاني من علاقة عدم ثقة مفرطة مع شعبها بسبب سنوات من حالة انعدام التوازن جاء فيروس كورونا ليلقي بحجر ضخم في المياة الراكدة بين الطرفين.
صراع تمتد جذوره بعيدًا الى حكومات سبقت هذه الحكومة كانت في ذات حلبة الصراع مع الشعب التي كانت هذه الحكومة فيها.
ومع وصول كورونا أجادت الحكومة في ادراك ان هذه الأزمة تعد فرصة نادرة او ربما ضربة حظ لتعديل العلاقة غير الصحية وغير الطبيعية بين الحكومة والناس.
وهكذا كان، ابدعت الحكومة في التعامل التكتيكي الاستجابي مع موجات متتالية من الصدمات التي احدثتها كورونا مما تطلب معالجة حكومية اتسمت بدرجة عالية من الفاعلية جذبت انتباه العالم وانهالت كلمات المدح والاستحسان من مختلف أنحاء العالم ووجد الأردنيون أنفسهم وسط اداء حكومي عالي الجودة وغير مسبوق مما حدى بالبعض ان يطالب بالتأني لاستيعاب ما يجري من مواقف حكومية صعبة التصديق.
ولكن لا بد من تحليل ما جرى واستنباط الدروس والعبر منه لتكون هذه الدروس والعبر زوادة المستقبل.
نعم، ابدعت الدولة الأردنية بكل مكوناتها من شعب وحكومة ونظام سياسي في التعاطي التكتيكي الفعال مع الأزمة الكبيرة والخطيرة ، وكان هذا الاداء على المستوى التكتيكي.
ولكن اقترح على الحكومة اعادة فتح المصانع التي تنتج المواد الاستهلاكية الحيوية مع اتخاذ إجراءات وقائية فعالة لحماية العاملين فيها. وان لا نوقف البنوك ومؤسسات الدولة الخدمية مع اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية.
الحكومات في مختلف أنحاء العالم تشتكي من عدم التزام مواطنيها بالحجر الصحي ومنع التجول لكن هذه الحكومات تتخذ إجراءات من طرفها مدروسة ومناسبة ولا تضع كل بيضاتها في سلة وعي المواطن.