نحن وللأسف الشديد نخاف القانون ولا نحترم القانون... ولعل هناك فرق كبير ما بين أن نخاف وما بين أن نحترم.... فكل شخص ولا سيما من هم في مواقع المسؤولية في الدولة التي منحتهم الثقة لم يكن أغلبهم أهلاً لها.. ومن منحناهم الثقة ليمثلوننا كشعب اغلبهم لم يكونوا اهلاً لها.. فمنهم من قاموا بتجاوز القانون.. واختراق القانون.. ومنهم من كسر أوامر الدفاع.. ومنهم من قام بالتواطئ والاشتراك بمختلف أشكال الفساد.. هؤلاء كان عليهم اولاً ان يحترموا انفسهم وان يحترموا منصابهم ومواقعهم.
كان عليهم أن يكونوا قدوة لمجتمعهم .. ومحط ثقة له.. للأسف كانوا يعتقدون انهم فوق القانون بحكم عملهم وبحكم منصابهم وبحكم مواقعهم.
فهناك من يمثلوننا تحت قبة البرلمان وكان عليهم أن يحترموا الثقة التي منحهم أيها الشعب لهم.. ومنهم من هم يشغلون مواقع بحجم المسؤوليه كان عليهم أن يحترموا ثقة جلالة الملك بهم بتعيينهم في تلك المواقع .. أما الصحافة والتي هي مرآة المجتمع.. فمنهم لم يكونوا اهلاً لها.
الانتماء الحقيقي ليس بحمل الشعارات.. وليس في وضع العلم الاردني خلف مكتبك فقط .. او تتركه يرفرف على سيارتك فقط .. وليس في وضع صورة جلالة سيدنا على طاولتك فقط .. من دون تحترم الثقة التي منحك اياها جلالته.
الانتماء الحقيقي هو احترامك واخلاصك للعلم الاردني الذي هو خلف طاولتك.. الانتماء الحقيقي اخلاصك في عملك نحو مجتمعك ووطنك.
الانتماء الحقيقي هو إخلاصك في موقعك.. هو إخلاصك في منصبك.. الانتماء الحقيقي ان تحترم القانون أيها المسؤول الكبير قبل أن تفرضه على المواطن الصغير لتكون محط قدوة واحترام وثقة للمجتمع.. الانتماء الحقيقي لا يدرس بالجامعات أنه ينبع من اخلاقك وتربيتك..
الانتماء الحقيقي لا يتوقف بان تملىء الكرسي الذي تجلس عليه بجثتك وان تزينه بربطة عنقك .. الانتماء الحقيقي ان تملىء الكرسي الذي تجلس عليه بضميرك وانتمائك .. وأن تزينه بأخلاقك وأخلاصك اتجاه نفسك واتجاه مجتمعك واتجاه وطنك
شكرا يا كورونا لأنك كشفت الكثير.. وشكراً لجلالة سيد البلاد الذي أكد وما زال بأن لا أحد فوق القانون.. وبأن القانون فوق الجميع... وقد آن الأوان ان يتم معاقبة كل من يخالف القانون.. وكل من لا يحترم القانون.. وكل من لا يحترم ويخلص في موقعه ومنصبه.. فكل مسؤول فاسد هو يشوه صورته اولاً قبل ان يشوه منصبه.. وهنا اتوقف عند قول السيد المسيح: (ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه).