أصبح مرتع الكراهية اليوم يسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي ، فلا يخلو جهاز احدكم من رساله او مقاطع تفوح منها رائحة الكراهية ، فكل الفيروسات تتشابه في طرق انتشارها وتفشيها ،فعندما تجد من يحملها وينقلها ويساعد على نموها تصبح وباء ، هكذا تنمو الكراهية في ظل هذه الأزمة الاستثنائية .
الاستثنائي هو خطاب الكراهية الذي نرصده من خلال تفاعلاته مجتمعيه يغذيها بعض الحاقدين او المارقين او المتكسبين او اللقطاء في عالم السوشال ميديا ، تصفيات شخصية ومؤسسية وعقائدية وبعضها يصل للقمة التى نحافظ جميعنا على سلامتها .
لقد عَرفَ التاريخ الكراهية بأشكال كثيرة وتمارس بطرق وأدوات مختلفة باتت اليوم اكثر تطورًا وسرعة وتاثيرا ،مما يكشف عن ترويج متعمد ومقصود لمبادئ الكراهية سواء في التاريخ القديم أو التاريخ الحديث، ويكشف في التاريخ الحديث عن إصرار سياسي – اجتماعي متعمد في إدامة هذا التوظيف من أجل ضمان المصالح واضعاف الخصم بتحميله مسؤولية عدم قدرته على التطور والاستجابة الى متغيرات العصر ويستمد منه ثقافيا مفهوم الازدراء بإبعاده المختلفة أيدلوجية كانت او فكرية او عرقية او جهوية .
لقد عرف علم النفس "الكراهية هي مشاعر انسحابية يصاحبها إشمئزاز شديد، نفور وعداوة أو عدم تعاطف مع شخص ما أو شيء أو حتى ظاهرة معينة، تعوز عموما إلى رغبة في تجنب، عزل, نقل أو تدمير الشيءالمكروه".
بعد هذا التوضيح للمفهوم وأهدافه اصبح الواحد منا قادرًا على تميز الكراهية باشكالها المختلفة ؛
كراهية ضد الحكومة بما تقوم به من نشاط هدفه الحماية
كراهية الوزارء للشعب يتجاوزهم حدود الشعب .
كراهية الشعب لأشخاص ذنبهم انهم صنعوا أنفسهم .
كراهية الفاشلين لنجاحات العصاميين .
كراهية المسؤول للمسؤولية بإخفاء عجزه .
كراهية الشعب للشعب ببث الرعب وعدم الالتزام .
كراهية الاعلام المدفوع والمغرض لنجاح الدولة .
كراهية نتنه يتغذى عليها أعداء الوطن ممن يدعون الوطنية وينشرون الفرقة والبُغض بين الناس ، اننا اذا نتطلع بعين العقل ونراقب المشهد يمكننا ان نقف صفاً واحدًا في وجه الكراهية والقضاء عليها ، تجفيف منابعها وإعادة بناء منظومة الإيجابية المجتمعية ، فالأردنيون اصحاب الشهامة والنخوة قادرون على التكاتف ومواجهة محور الشر .
ادام الله علينا نعمة الأمن والأمان وعزز جندنا وهزم عدونا ، وحمى الله الاردن في ظل سيد البلاد ، وعاش الاردن وعاش الشعب.
د. ثابت النابلسي