هل سنعيش في نمط جديد من الأحياء؟
تهاني روحي
04-04-2020 10:30 PM
هل أعادت أزمة كورونا الألق للأحياء حيث عشنا طويلا في عزلة تامة عن جيراننا؟ فالهجرة واسعة النطاق إلى العاصمة والمدن الكبيرة اودت بنا إلى تفكك اجتماعي لم نشهده من قبل وزادتها مشاعر عميقة من العزلة واليأس. ففي جولة سريعة مشيا على الأقدام خلال الأيام القليلة الماضية جعلتني أرى بوضوح أكثر فأكثر كيف أن الناس يزدهرون في مجتمعات تتميز بالثقة والترابط. وكلما كانت الألفة ما بين أبناء الحي الواحد سائدة، فهي تنعكس على سعادة الأشخاص، والشعور بالاعتماد المتبادل بين الجيران الذين ارتبطوا تقليديًا بمجتمعات المحافظات البعيدة عن مركز العاصمة، وهذا هو عنصر من عناصر الحياة التي يجب تعزيزها، وليس نسيانها.
الحظر والعزلة لاحتواء الفيروس اللعين، قد يجعلنا نفكر بالعديد من الأسئلة: هل سنعيش نمطا جديدا من حياة المجتمع؟ كيف يمكن تعزيز صفات التعاون والتبادل والانتماء بين سكان الأحياء؟ وكيف يمكن إحياء مفهوم الحي بدكاكينه الصغيرة التي طالما عانت من ابتلاع السوبرماركت الضخم لها، واحياء جديد لمفهوم الديوان حيث يلتقي فيها السكان يتشاورون فيما بينهم لما هو مصلحة حيهم، يتلون الأدعية معا في جو السمو فيرفعون السمة التعبدية في الأحياء، لان الكلمة الإلهية والتي تسمو فوق إدراك البشر، لها عظيم الأثر على النفوس، حيث تجمعهم قوة هذه الكلمة وتعمل على توطيد أواصر وحدتهم ، وهي قادرة تدريجيا علی التّخلّص من الرغبات الشخصية والصفات الماديّة فتطمئن قلوبنا وتزرع فينا الأمل وتنعش أرواحنا، او مبادرات لشباب الحي يزرعوا ويجملوا الأماكن المهملة؟؟ وتتشكل انماطا جديدة من المجتمعات والأحياء التي يكون فيها السكان ودودون، ويثقون ببعضهم البعض، وموحدون في الهدف، ويقظون لاحتياجاتهم للرفاه الأخلاقي. سيحتاج الالتزام المتبادل والشعور بالتشاركية إلى التوسع بالمحادثات الجادة والعميقة لتجاوز الحواجز التي بنيناها في السابق وابقتنا منفصلين تماما عن واقعنا، حوارات من قبيل الهدف والمغزى من حياتنا قد عادت كثيرا للأذهان ونحن متسمرون أمام شاشات التلفاز نرى آثار هذا الفيروس على العالم أجمع.
فعلينا إذن أن لا نشعر بالاضطراب وعلينا أن نبث الأمل والطمأنية بين سكان الحي، ونطئمن على كبار السن الذين حرمتهم الظروف من الخروج لابتياع حاجياتهم. هي صفات علينا بتطويرها في هذه المحنة كالوحدة ، والتّعاطف، وروح العبادة الجماعيّة.