من حيث سطر الأردني ميشع سفر البطولة والفداء؛ من ذيبان.... على مقربة من كتف الوادي.... من هناك جاء ضافي؛ من بني حميدة؛ حيث تَفَرَّعَ من جذع جذام الكريم فرع كريم؛ منها؛ من تلك الأرض النقية جاء ضافي محملا بهموم الأمة؛ منذ نعومة أظفارِهِ، ولم يتغير...
ظل على ذات المبدأ؛ فكبر هو وكبر الحلم في عينيه، وصار الحِمْلُ كبيرا؛ حلم في أن يرى أمة العرب وقد جُمع قريضها، بعد أن أَعْمَلَ الغرب سواطير حقده في جسدها وأحاله إلى قطيعات متناثرة.
نعم؛ كان محملا بحلم كبير: أن تنهض الأمة من كبوتها، وتنفض عنها ثوب الذلة والمهانة، وقد سَدَرَ الغرب في غَيِّه، وتجبر أكثر، وتغطرس أكثر وأكثر؛ حين غرس "إسرائيل" خنجرا مسموما في قلب قلب الأمة، في فلسطين...أُخَيّّتنا الحبيبة.
ظل ضافي على عهد الوفاء للأمة، لم يتزحزح عن جادة المبدأ...عن الهدف الجامع ...انثنى بعض الصحب ولم ينثنِ ...زاغت أعين بعض الرفاق، ولم تزغ عيناه...ظل هو كما هو، أما هُم فساقتهم أنفسهم، وساقهم بريق السلطة؛ نحو السلطة؛ فاستأثروا بها، وانقلبوا على الصحب والرفاق...انقلبوا على الأمة باسم الأمة.
كانوا كذلك، لكن ضافي ظل كما هو؛ ممسكا على جمر المبادىء حتى رحل؛ عديم المال، عظيم المبدأ والشأن.