تعيش البشرية منذ أسابيع حالة من الفزع والهلع بسبب فيروس كورونا الذي داهمنا ليفقدنا توازننا ويقلب معيشتنا رأساً علي عقب.
إضطررنا إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فلزمنا بيوتنا وتجنّبنا الإحتكاك المباشر مع غيرنا، وفرضت السلطات في معظم دول العالم العزلة الاجبارية. لكن بمرور الوقت فرض تساؤل عن الآثار الإقتصادية المتوقعة للوباء على الحكومات والمؤسسات الخاصة، وعلى المواطن العادي.
إذ فيما يبدو أن الأزمة سوف تطول ربما لأسابيع أو حتي شهور أخرى فما العمل؟!!
كل التقديرات بشأن الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي تتغيّر من ساعة إلى أخرى جراء الفيروس الذي أصاب المجتمعات والحكومات والمنظمات الدولية بالذعر، ونزل على الأسواق مثل الصاعقة، وتعرضت مراكز التسوق حول العالم لحالة من الشلل، وتعطلت حركة الطيران تماما حيث تقدر جملة خسائره عشرات المليارات من الدولارات.
ووقع في منتصف الشهر الماضي أكبر تراجع للأسهم في البورصات العالمية خلال الـ 30 سنة الماضية، حتي أن مؤشر داو جونز خسر وحده 500 مليار دولار !
لذا يخشى الخبراء أن يلحق الوباء بالاقتصاد ضرراً أكبر مما كان متوقعاً في بداية الأزمة. حتى أن بعض المحللين يتوقعون أن يفوق الضرر ما جرى في أزمة 2008 بمراحل متعددة.
كما يلوح في الأفق حرب تجارية ستتصاعد بين الصين وأمريكا عبر مطالبات بمحاكمة الصين بسبب تكتمها على الحجم الحقيقي لانتشار الفيروس في بدايته، مما جعل دول كثيرة تراخي في تقدير حجمه وخطورته.
أتوقع أن تنهار دول كثيرة كان لها ثقل وحجم اقتصادي، وفي المقابل ستصعد دول أخرى ليست في الحسبان ومنها دول عربية كانت تعاني اقتصاديا، فتصبح هذه الدول ذات اقتصاد قوي وأكثر مرونة على التعامل مع تبعيات الأزمة، وأتمنى أن تكون الأردن ضمن تلك الدول التي ستصعد.