التجربة الأردنية في مواجهة كورونا
د. محمد المصالحة
04-04-2020 03:04 PM
لقد اتسمت هذه التجربة بخصائص عديدة منها مايلي:
تعززت الروح الوطنية والتماسك الوطني في مواجهة هذا الخطر وتم التعبير عن ذلك بجموع المتطوعين لمساعدة الاجهزة والفرق الطبية والالتزام القوي لدى غالبية الاردنيين لتنفيذ التعليمات الصحية والامنية لاسيما في مجالات حظر التجول والتباعد عند التسوق واستخدام وسائل الوقاية كالكمامات وغسل وتعقيم الايدى باستمرار.
ارتفاع نسبة استخدام التكنولوجيا للاتصال في مجال التعليم والتسوق وعقد الاجتماعات عبر التطبيقات الالكترونية خاصة في ضوء تعطيل الجامعات والمدارس والمباريات الرياضية واجتماعات مجلس الامة. الى جانب توظيف وسائل الاعلام الاذاعي والتلفزيوني في حملات التوعية وتوصيل البيانات الرسمية وتم الاستفادة من قنوات الوعظ والارشاد الديني وقصر تأدية العبادات والفرائض في المنازل.
تطبيق انظمة للحجر في الفنادق للقادمين من الخارج لمدة اسبوعين تحت الرقابة الطبي وانظمة عزل المناطق التى فيها بؤرة موبؤة بالفايروس او المصابين والمخالطين وتشكيل فرق التقصي الميداني لاكتشاف الاصابات.
ادامة سلاسل التوصيل الغذائي من المنتجات الزراعية والصناعية الى اماكن التسوق واهتمام خاص بمادة الخبز والادوية والوقود ولم تخلو هذه العملية من حصول اختلالات خاصة في موضوع التصاريح قبل تحويلها الكترونيا واستغلال بعض المسؤولين لها او متعاونين معهم بصورة غير قانونية.
تركيز العمل الحكومي على مكافحة الوباء الذي استنفذ جل اهتمام جلالة الملك والحكومة والجيش والامن والدفاع المدني لان التركيز في التجربة الاردنية انصب على حماية الانسان وصحته وقد تميز اداء وزيري الصحة والاعلام في نقل المعلومات والتوجيهات بصورة منتظمة يوميا
كما إن الناطق الاعلامي للجبش العربي ادى وظيفة ممتازة في التواصل مع المواطنين وساعدت عملية حجز المركبات المخالفة من قبل الامن ساعدت في خفض اعداد المخالفات تدريجيا.
وهنا نؤكد أن الازمة كانت تمرينا حيا للمواطن للتعود على الانضباط واحترام تعليمات النظافة والسلامة وعدم التجول الا في الساعات المحددة.
كما اعتاد المواطن تدريجيا على الاقتصاد والتدبير في الاستهلاك في فترة الحظر. وهذه من القيم التي يجب الاهتمام بها كي يتكيف المواطن على ترشيد استهلاكه خاصة في الازمات والحروب والكوارث.
التفاعل الاردني الدولي ابان الازمة اذ تواصل جلالة الملك مع روساء دول عربية وصديقة ونشر مع عدد اخر مقالة مشتركة بخصوص تنسيق الجهود العالمية لمكافحة الوباء الذي يشكل تهديدا للبشرية وتابع الملك جهود المسؤولين واجتماعاتهم في الميدان لشكر وحفز العاملين من مدنيين وعسكريين على مزيد من العطاء للوطن.
تشكيل خلية أزمة تتبعها فرق عمل في قطاعات مختلفة تعمل من مركز الامن وادارة الازمات وتكليف الوزراء بزيارات ميدانية للمدن والمحافظات للوقوف على واقع الحال والاستماع لاراء الناس وايقاع العقوبات على اي مخالفات لاسيما في مجال التموين ورفع الاسعار.
لقد شكلت تجربة الكورونا حالة متميزة بين دول المنطقة والعالم تفردت بها بسبب ادارة ألازمة منذ البداية بصورة مناسبة مع حجم الخطر وكان إعلان تطبيق قانون الدفاع عاملا مسهلا لاداء مختلف المؤسسات والفرق العاملة بصورة ناجحة.
وختاما، نرى أن كفاءة إدارة الدول لتجربتها مع هذا الوباء الخطير لن يعتمد فقط على ما تملكه من صناعات واسلحة وانما على قدرتها ونجاحها في الحد من خطره على حياة الانسان وصحته فالانسان في السياسة الاردنية اغلى ما يملك الوطن.