أكوام من الحزن تكدست داخلي في هذه الظروف الاستثنائية وفي هذا الحجر المنزلي في نضالنا ضد عدو خفي لئيم جبار، ذلك بخبر رحيل مناضل وطني قومي عروبي يعد من الرموز الوطنية والمناضلين الشرفاء بالكلمة والموقف، فكان كتلة من العطاء والنضال المتميز. دفع عمره لاجل المبادئ التي تربى عليها فهو من ثله الرجال الذين غادرونا نحو الخلود الأبدي لتبقى أفعالهم وأدوارهم ليتذكرها الأجيال ويسجلها التاريخ.

فقيد النضال العربي القومي الوحدوي ضافي الجمعاني.. لقد كان حلمه أنقى وأخضر رغم اليباس العربي الذي شوه كل شيء بلا استثناء. فيما كان رسوخه الحلمي تحديداً يدهش ويبهر كل من عرفه، في ظل النكبات والنكسات والخيبات المكدسة.. لكن يكفي أنه كان يؤمن بأن قيمة الإنسان تكمن في مدى صدقه مع نفسه، فقد كان إنسانوياً أصيلاً ونوعياً في زمن الضحالات التي تتفاقم..

غادرنا الجمعاني.. كتلة الرجولة والنضال وحب الامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، غادرنا في الوقت الذي نلوم الواقع العربي وندين أيامه وما جلبته علينا من رداءة اختلفت ألوانها ومراميها وأشكالها.

رحل ابو موسى تاركا وراءه ارثا نضاليا كبيرا فقد كان نصيراً للقضايا القومية العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فهو من طينة المناضلين الشرفاء، اولئك الذين يقدمون كل شيء من اجل عروبيتهم.

وداعاً يا أيها المناضل الخالد ضافي الجمعاني.. رمز الكفاح والثورية العروبية الاصيلة. وداعاً أيها الاردني المغوار

تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته، متوجهاً بالعزاء الحار إلى أسرة الفقيد وذويه الطيبين وعموم ال الجمعاني الكرام وكل عشائر بني حميدة والى كل رفاقه وأصدقائه ومحبيه، ونقول لهم انه وان رحل عنا بجسده فانه باق في قلوبنا وعقولنا وذاكرتنا ولعل عزائنا بهذا المصاب هو ذلك الارث الكبير الذي خلفه لنا الراحل من المواقف الوطنية الصادقة والثابتة.

وإنا لله وإنا إليه راجعون..