عين الحكمة ان نوافق على طلب رسمي تقدمت به حركة حماس لاستقبال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في عمان,ففي هذا ودونما مواربه, مصلحة لسائر اطراف الحراك السياسي المستجد في المنطقة ونحن بالضرورة منها ان لم نكن في مقدمتها !

كل العواصم من حولنا وبعيدا عنا تستقبل" مشعل" بالحفاوة والترحاب, ولماذا لانفعل نحن ذلك ,فاذا كانت هناك من مشكلة امنية مستعصية بين بلدنا وحماس كما نسمع ,فانها بالتأكيد قابلة للحل ,ولايمكن لها ان تقف عائقا ابديا بيننا وبين ان نتحدث مع هذا الفصيل الفلسطيني الرئيسي الذي يفرض وجوده على الساحة الاقليمية تباعا وبقوة ,وقطعا فان دورنا الاساسي في اية ترتيبات آنية او مستقبلية على صعيد القضية الفلسطينية تتطلب ان نكون على مسافة واحدة من كافة اطراف المكون السياسي الرئيسي الفلسطيني ,وحركة حماس احد اهم هذه الاطراف اليوم ايا كانت رؤى او تكهنات البعض هنا او هناك! .


حركة حماس تحكم اليوم غزة بالكامل ,وفي ظل هذا الوضع يقول حتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه ان شعبية حماس في الضفة ربما هي افضل منها في القطاع وذلك في معرض "رغبته" في اقرار ان شعبية حماس في غزة قد تراجعت! ,ولقد قدمنا نحن الاردنيين لغزة في محنتها وما زلنا الكثير الكثير مما نعتقد بوجاهة ان نرى اثاره الايجابية تنعكس على صورة موقفنا القومي المتقدم من مجمل القضية الفلسطينة,باعتبار ان ذلك يصنف انسانيا حقا راسخا لنا !


قطعا فان من الحكمة لابل هو عين الحكمة والصواب ان نبدأ حياة سياسية جديدة مع حركة حماس ,وإن لم يكن هذا بسبب ما تقتضيه مصالحنا الوطنية والاقليمية وحتى الدولية ,فهو على الاقل في اطار حقيقة ان كل مشكلة في هذا الوجود لابد لها من حل في حقبة ما ,ولتكن الحقبة الحالية هي اللحظة المناسبة لاغلاق ملف الجفاء مع حركة حماس لنتعامل معها تماما كاي عاصمة عربية اخرى ,.فنحن الاكثر حاجة اليوم وكل يوم لان يكون لنا مسرب مفتوح في كل اتجاهات العمل الفلسطيني من جهة, والعمل العربي والاسلامي من جهة ثانية .



نعم مرة اخرى لايمكن للقطيعة ان تستمر بيننا وبين حماس والى الابد,
فلابد لها من نهاية في لحظة ما,واليوم بالذات وحيث يتجدد بروز التهديد الارهابي لنا وللمنطقة باسرها... وحيث تبدو الامور كما لو كانت تاخذ طريقها نحو البحث عن حلول تاريخية "هي ربما صعبة للقضية"... فاننا لا نجانب الصواب إن نحن استجبنا للرغبة التي يقال صحفيا ان حماس ابدتها وتقدمت بطلب رسمي لحكومتنا للسماح لخالد مشعل بزيارة المملكة, ويقينا فان" مشعل" ذلك الاردني الذي كان الراحل الكبير الملك الحسين انقد حياته ذات يوم لابل وجعل عملية السلام كلها في كفه وحياته في الكفة الاخرى , لايمكن له هو واعوانه وكل المنتسبين لحركة حماس اذا ما كان هدفهم فلسطيني وطني وحسب ان يتنكر او يتنكروا لعذابات الاردن والاردنيين عبر التاريخ ومنذ نشوء المملكة ابتداء في سبيل القضية ودفاعا عن عروبة القدس وفلسطين وتضحية على طريق دعم ومساندة المعذبين الفلسطينيين في طول الكوكب وعرضه!.

مره اخرى نحن على يقين بان كل شعبنا الاردني الواحد سيكون سعيدا بطي ملف الخلاف مع حركة حماس ,فالمصالح الوطنية الاردنية والفلسطينية والعربية والاسلامية وحتى الدولية تتطلب ان يكون الطريق مفتوحا بيننا وبين حماس وسائر المسكونين بالهم الفلسطيني هناك غرب النهر وليس في اي مكان اخر .

عمان التي استوعبت كل المتغيرات والاحداث والتطورات والمؤامرات والرغبات والتمنيات وخرجت منها مرفوعة الهامة ,قادرة اليوم بعون الله على فتح صفحة جديدة مع "حماس "عنوانها الاحترام المتبادل من جهة وتحريم الاقتراب بسوء "لاقدر الله" من الثوابت الوطنية الاردنية,فلابد من ان يكون واضحا والى الابد ان مصدر تهديدنا معا واحد وان ايا منا لايمكن ان يكون سببا في شقاء الآخر والله من وراء القصد.


شحاده ابو بقر

SHE_ABUBAKAR@YAHOO.CO