سطر الشعب الاردني أروع معاني الوفاء بعد أن رسم بالأمس وما قبله اجمل لوحة فسيفسائية في التضحية والعطاء .
شعب يستحق الحياة بكل ما في الكلمة من معنى بعد أن أثبت التصاقه بالوطن وعشقه لترابه عملا لا قولا ، فبعد أن أخذ قراره دون تردد او تأخير بانحيازه الكامل للوطن والالتزام بقرارات حكومته لمواجهة فيروس كورونا انطلاقا من إيمانه بالوطن وثقته بحكومته .
لم يتوقف الامر هنا فقط ، بل تجاوز المطلوب والمأمول عارضا المساعدة والفزعة الاردنية متبرعا بوقته وماله ليشكل حالة اردنية بامتياز تعزز وتؤكد انه شعب النشامى ، بعد أن هب للمساعدة في ظل ظروف اقتصادية وأحوال معيشية صعبة لا تخفى على أحد.
ففي الوقت الذي هو بأمس الحاجة للمساعدة يقدم ما يملك من المال الذي هو بأمس الحاجة له لوزارة الصحة لمساعدتها لمواجهة كورونا هذا الفيروس الذي أثبت أن الشعب الاردني باق وصامد وسيكسب الرهان ان شاء الله ، ومهما تنوعت اختلافاتهم يجمعهم الوطن ويوحدهم .
فشكلت الفزعة الاردنية درسا وعبرة للجميع ، لتضع حدا و نقطة وتبدأ بعدها سطرا جديدا ، بانه لا للتشكيك او التخوين بعد الآن.
كيف لا تحترم هذا الشعب بعد ما رأيت أحد ابنائه مما لا يتجاوز راتبه الشهري 300 دينار عارضا التبرع بدينارين لمواجهة الأزمة .
اي شعب هذا الذي خرج منه ذلك الرجل الشهم ليقطع من قوت أطفاله ويساعد الوطن .
كيف نخشى على الاردن وبين ظهرانينا الكثيرين من أمثاله لم يتنكروا لوطنهم ، أو تخلوا عنه عند اول ازمة ، بل على العكس ساندوه واختاروا البقاء والعيش فيه بعد أن سمعنا عن مبادرات وطنية وشعبية في كل مكان. ان استجابة الامس للقرارات الحكومية من قبل الجميع فاقت التوقعات وخسر بعض المشككين القلة رهاناتهم.
(الدستور)