في الأنباء أن أثرياء المغرب الشقيق تبرعوا حتى الآن بما يعادل مليار ومائة مليون دولار دعما لبلدهم في مواجهة أخطر عدو تواجهه البشرية " كورونا " .
في المقابل لم تتجاوز تبرعات أثرياء الأردن حتى الآن بضعة ملايين من الدنانير جلها آتية من قلة من البنوك والشركات الكبرى ! .
فعلا طول عمر الأردن لا بواكي له , فهو يعطي ولا يأخذ, ولا حول ولا قوة إلا بالله الغني المغني .
أثرياء الأردن وميسوروه ليسوا مدعوين بل هم مطالبون وطنيا ودينيا وإنسانيا وحتى أخلاقيا , بالمبادرة إلى التبرع السخي لبلدهم في مواجهة أخطر ظرف وتحد تتعرض له المملكة في تاريخها .
هم كثر زادهم الله من فضله , ومعظم مالهم إن لم يكن كله هو من خير الأردن , وبالتأكيد شاهدوا أو سمعوا على الأقل ,عن الملايين من إخوانهم الأردنيين في القرى والمدن والمخيمات والبوادي , الذين ضاقت بهم الظروف إنتظارا للرواتب لتأمين مؤونة الدار ولقمة خبز العيال في هذا الوقت الحرج جدا .
وهم يعرفون بالضرورة أن كل من يتقاضى راتبا أو دخلا دون الألفي دينار, هو فقير, وظروفه صعبة, وسط هجمة غول الغلاء وكثرة الإلتزامات ومتطلبات عيش الكفاف.
عجبا لملاك الملايين الذين يكنزون في الداخل والخارج ولا يحرك مشاعرهم الإنسانية قبل الوطنية , واقع بلدهم وشعبهم شريكهم في هذا الوطن الذي ما بخل يوما على أحد قط.
نحن اليوم في ضائقة طاحنة تتصدى لها السلطات الرسمية بحرفية ونهج وطني رائع يقوده ملك البلاد شخصيا , وهي ضائقة تستفز مشاعر حتى من ليس في ذاته مشاعر , وما نفع المال إن لم يكن للأوطان فيه نصيب عند الملمات ! .
أربعون مليارا مكدسة ودائع في بنوك بلدنا ومثلها وأكثر في بنوك العالم , وهي أموال تكفي والله لو جرى التبرع بجزء يسير منها لإنتشال بلدنا مما هو فيه من ضيق وفقر وبطالة وعوز ومديونية , لكن أحدا لا يفعل , فالكل يريد من الأردن , ولا أحد يمد يد خير للأردن إلا من رحم ربنا, وبالكاد يحدث هذا ! .
إن لم نتراحم ونتكافل ونتضامن لنجدة شعبنا وبلدنا المتعب بالتحديات , فلن يرحمنا الله أبدا .
قبل أن أغادر , أحيي الجيش وقواتنا الأمنية وهم جميعا حماة الديار وحماة أموالكم وثرواتكم وننام وتنامون قريري العيون , مطمئنين على ممتلكاتكم وأرواحكم وأعراضكم بسهر هؤلاء البواسل .. أفلا ترون إذن قاطنين ومغتربين أن وطنكم وشعبكم يستحق اليوم بالذات جزءا يسيرا من أموالكم وما تكنزون , نجدة للدولة ولفقرائها وأيتامها وأراملها والثكالى والمعوزين في مواجهة خطر يتهددنا جميع بلا إستثناء لأي منا فقيرا كان أم ثريا !! .
ننتظر حملة وطنية كبرى شاملة للتبرع تقودها مؤسسة كبرى من مثل " مؤسسة آل البيت أو صندوق الزكاة أو هيئة النزاهة أو جمعية البنوك أو جمعية رجال الأعمال أو مجمع النقابات أو الأحزاب وسوى ذلك مجتمعين أو فرادى " , فللأردن دين في رقاب الجميع وبالذات أثريائه داخل الوطن وخارجه , ولا يوم كمثل اليوم يحين الوفاء بهكذا دين يشرف من يفي به في الدنيا , والأهم يوم الموقف العظيم . الله وحده من وراء قصدي .