اصبح لعدد من الاسر تكديس مخزون غذائي يكفيهم في بيوتهم لايام عديدة ،وسلوك التخزين المبالغ فيه هو نتيجة الخوف الزائد وعدم الثقة بان المواد التموينية ستبقى متوفرة اذا بقي الامر وفق السلوك الاعتيادي
ربما نحن نساعد المحلات التجارية في تفريغ محتوياتها واحلال مكانها ، ولكن هل اعتقد أي من المتهافتين أن كل البضائع حين تكون في مكانها في المولات والمتاجر هي بإمرته ؟ وأنه يستطيع أن يذهب متى شاء ويتناول حاجته بدلا من حشر المواد في الثلاجة وفي اماكن مختلفة في البيت وربما تكون في ظرف غير صحية؟
هل وصل ببعض التجار انهم تذكروا الكورونا و واستثمروها ونسوا الله والانسانية والضمير ؟
هل يمكن ان تكون مثل حالة الطوارئ هذه مصدرا للتفهم والوعي وترشيد الاستهلاك وضبط السلوكات والوقوف مع الوطن وليس ان نقف مع بطوننا وغرائزنا ؟
هل تعني هذه الحالة والمظاهر الجشعة في التخزين وجشع بعض التجار اننا امام ازمة ثقة وازمة جهل وهلع وخوف اكثر من انها ازمة كورونا ؟
هل فعلا ان حالة التشدد في اجراءات السلامة وفرض حالة الطوارئ هي مستحقة وواجبة الحدوث لأن بعض المواطنين لا يكترث لصحته الا بأوامر مشددة ويستهين بالامر ؟
هل نحتاج الى تقييم حقيقي بعد شهر تقريبا لنعرف وندرك ان الخلل هو عند الشعب وان هناك اجراءات حكومية سليمة صارمة لا تحتمل ابدا ان تكون هناك اية فجوة في سياسة احتواء الفيروس الخطير والحد من انتشاره ؟
وبالتالي من هو المنتصر : الشعب أم الحكومة ؟
من هو العبء على الاخر : الشعب ام الحكومة ؟
اسئلة عديدة تجعلنا ندرك اننا امام سياسات الدينار والتسعير والضرائب والفواتير فقط وليست بسياسات بناء المواطنة الحقيقية والشعور بالمسؤولية مع الفشل الذريع لكل من يدعي ان هناك سياسة تربية وطنية اصلية، اننا امام الحاجة لالغاء وزارة الثقافة ووزارة الشباب وان تكون لدينا وزارة بمسمى وزارة تربية الثقافة الوطنية بموازنة تقترب من موازنات الجيش والتربية والصحة ،، وان يكون هناك حزم بمراجعة الانظمة الثقافية الحالية حتى يتم اجتثاث المتطفلين والمتنفعين ووقف التدخلات السلطوية غير اللائقة التي تقف أحيانا مع غير الحق وتسهم في تكريس هزلية التربية الثقافية والشبابية.
ربما ازمة كورونا ،هي تمرين واختبار حقيقي ودعوة للمراجعة الشاملة في اساليب بناء الشخصية الوطنية ذات الانتماء الحقيقي الذي يظهر عمليا كسلوك وليس كتنظير، نرى اننا في مواجهة هذه الازمة ادركنا ان جيشنا العربي هو مصدر المعنويات والثقة ،وحتى اننا ندرك في لباس الجندي عمق الانتماء وهو يحمل سلاحه ونرى العلم الاردني على لباسه وعلى آليته وخوذة رأسه ،وكأننا نقرأ في تاريخ الجيش المشرف ، ونرى جهد وزارة الصحة والخدمات الطبية ووزارة الاعلام وهم يبرعون في واجباتهم ،بينما نبرع نحن في التخزين لنكون بين سندانة الجشع ومطرقة الاستغلال.
نعم نحن بعد هذه الازمة بحاجة الى ثورة التغيير في انماط التربية والثقافة والسياسات الشبابية وكيف نعمق مفاهيم الانتماء والمواطنة.
مائة عام من عمر الدولة وبعد ندرك ان هناك خلل في النهج ، والفضل في هذا العمر للدولة الاردنية هو لقيادتنا الهاشمية اطال الله في عمرها وحفظها الله ولبناة الاردن المخلصين وللشهداء عبر تاريخ الوطن.