الاردن دولة صغيرة بإمكاناتها .. كبيرة بعطائها
د.ايمان ايمي بيتاوي
18-03-2020 05:02 PM
على مدار السنين عشت في اكثر من دولة وبلد درست وتعلمت وعملت في هذه الدول.
وكانت دول متقدمة وتسمى دول العالم الاول ودول اخرى حتى لو صنفت دول العالم الثالث الا انها كانت غنية اقتصادياً.
طبعاً كل من هذه الدول فيها سلبياتها وإيجابياتها لكن لم ارى مثل الاْردن !!! أستطيع ان أقول ان الأردن "حالة متميزة" فبالرغم من امكانياتها المحدودة وفقرها الاقتصادي، وتحمل شعبها معاناة الفقر والبطالة والفساد الضارب في مؤسساتها الا أنها دولة دائما تثبت بأنها دولة التحدي والصعاب وتنجح دائما بل انها تبهر العالم بنجاحها في كل ذائقة او مشكلة تواجهها والأمر يعود لشعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة.
فالشعب تجده يد واحدة في المصاعب يصمد ويعمل بجدية لإنهاء التحدي الذي يواجه دولته، وجيشها دائما حارسا صامدا واقفاً يد بيد مع الشعب لا يفرقه عن ابن وطنه شيئاً فلا يباع ولا يشترى.
وقيادة حكيمة تعلم متى تتقدم وتقف موقف الواثق في قراراتها الدولية وتؤثر في المنطقة.
كما نرى الحالة المميزة لهذة الدولة هي مزيج من الشعب والجيش والقيادة التي لا يفصل تعاضدها أي كان حتى لو ظهرت وولت كل الحكومات الفاسدة، لكن تبقى حقيقة واحدة وهي ابناء هذا الوطن هم النشميين والنشميات الاردنين الذين وان حاول الاستعمار الفكري ان يفرق بينهم وبين عروبتهم يبقون اكثر العرب حبأ لاخوانهم العربي، فالأردني فتح حدود بلده لكل الإخوة العرب المهجرين الذين عملوا بأعمالهم ودرسوا بمدارسهم وسكنوا بمساكنهم وتقاسموا معهم لقمة العيش القليلة لكن الله بارك بلقمة العيش هذه فالبرغم من الضيق والفقر والبطالة الا ان البلد العربي الوحيد الذي يعامل المقيمين فيه كما يعاملوا ابناءهم هي الاْردن.
فلا يوجد في اردننا مواطن اردني درجة أولى ومقيم درجة ثانية. وهذا العدل في التعامل جعل هذه الأرض مباركة بأهلها وبكل من سكن فيها، فالعدل دائما يجلب المحبة والتسامح والتعاون.
ودليل ذلك ما سطرته الاْردن من اروع إنجاز في مقاومة اخطر الأوبئة التي ضربت العالم بأسره فهذه الدولة الفقيرة بإمكانياتها، كبيرة بعطائها فلم تبخل على ابنائها باتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب فأوقفت التعليم في المدارس والجامعات وأوقفت العمل في جميع المجالات وحظرت التجوال على الناس وقامت بتعقيم الأماكن المشتبه فيها وجعلت كل فنادقها مراكز للحجر الصحي لكل من دخل الاْردن خلال الثلاث ايّام المنصرمة عدى عن الفحوصات الطبية المجانية ... واجراءات احترازية اخرى، المواطن هنا قام بالكثير من المبادرات التوعوية ومبادرات لمساعدة كبار السن والغير مقتدرين ولمساعدة الدولة. مثل "فزعة وطن" "دينار الوطن فزعة" "رح اقعد بالبيت" وهبت الجيش لمساعدة الشعب في كل أماكن المملكة من شمالها لجنوبها وشرقها لغربها.
وما يلفت النظر هنا هو تكافل الشعب والجيش والقيادة معاً لإنهاء هذا التحدي لترخي عمان جدائلها بين الكتفين وليمتد المجد ويقبلها بين العينين لان عمان تستحق وأردن كهذا يستحق